قصة عجيبة تلك
التي كانت مع المرأة الأنصارية في إحدى الغزوات
مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. إذ بعد أن انتهت المعركة ، قامت تبحث عن
زوجها فرأته شهيداً في أرض المعركة ، ثم رأت أباها في أرض المعركة شهيداً ، ثم ابنها
فأخاها ، وفي كل مرة كانت تقول: ما فعل رسول الله ؟ فيقولون لها أنه بخير ، ولم
تكن لتطمئن إلى أقوال الصحابة ، حتى رأته صلى الله عليه وسلم ، فاطمأن قلبها حينذاك
وقالت : يا رسول الله: كل مصيبة بعدك جلل .. وتقصد ها هنا بأنها هينة صغيرة .
ما الذي دفع بالمرأة إلى
أن تبحث أولاً وقبل أي أحد، عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولتطمئن على سلامته ،
على الرغم من أن أقرب أهلها كانوا بالمعركة، الأب والابن والزوج؟ إنه حب الله
ورسوله الذي دفعها إلى أن تسأل عن رمز هذا الدين وقائد الأمة ، قبل الأهل والأقارب
.. حتى بعد أن رأتهم جميعاً وقد استشهدوا ، وبدلاً من أن تبكيهم بعض الشيء ،
استمرت في البحث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتطمئن على سلامته أولاً قبل
غيره .
بمثل ذلك الحب في الدين عاش
الصحابة الكرام ، واتبعهم كثيرون بالحب نفسه ، فكان الإنجاز والنجاح والانتشار ..
حتى إذا ما بدأ هذا الحب في الدين يضعف بالنفوس شيئاً فشيئا، قل الإنجاز والنجاح
وحصل الانحسار ، فصار الدين بفعل ضعف أو خروج ذالكم الحب ، يتحول مع مرور الزمن
إلى عادة وتقليد أو ثقافة وموروث .
(Photo By : Fadzil Daud) |
حين أحب الصحابةُ الكرامُ،
اللهَ ورسولَه بصدق، أحبهم اللهُ ورسولُه، وبالتالي أحبهم من صحبهم وجالسهم وسمع عنهم وسار على دربهم ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي
الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحببْه فيحبه
جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء،
ثم يوضع له القبول في الأرض..
لهذا كله ، ثق دوماً بأنك
حين تحب نفسك ومن حولك من الناس والأحياء ، ستكون نتيجته إيجابية عليك ، وستلقى
حباً وقبولاً من الناس حتى لو لم تعرف جلهم .. كيف ؟ الإجابة باختصار شديد تكمن في أن محبتك للغير رغبة فيما عند الله
واستجابة لأمره ، ستدفع الناس لمعاملتك بالمثل ، وما ذلك بالطبع ، إلا لأن الله قد وضع لك القبول من ذي قبل وأحبك ، وبالتالي ستجد أنك الرابح ، في
الدنيا قبل الاخرة .. إنها واحدة من حقائق هذه الحياة التي نحتاج الى كثير تأمل وتدبر .. فهل من مدّكر ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق