إن سألت أحداً هذا السؤال
وقلت له : من الفقير ، سيقول من فوره : من لا يملك المال ، وهذا تعريف صحيح لا
غبار عليه .. لكن مع ذلك يمكن أن يتعمق التعريف ويتشعب في عالم اليوم ليصبح الفقر ليس في قلة المال ، بل لن يكون تعريفاً
دقيقاً ، لماذا ؟ لأن المفهوم تغير والتعريف صار دقيقاً أكثر وليس المال سواء كان
على شكل نقد أو ذهب أو سهم أو عقار هو المعيار في تحديد من هو الفقير ومن الغني ..
فهل تتفق معي على ذلك ؟
ألا تتفق معي بأن الفقر الحقيقي
هو فقر النفس والروح ؟ ألا ترى بأن الفقر يمكن أن يكون في قلة الأصدقاء والأصحاب
والزملاء و قلة المحبين ؟ هل تخالفني لو قلت بأن الفقر هو فقدان الصحة والتمتع
ببدن سليم معافى ، أو أنه يتمثل في فقدان
الأمن والطمأنينة، وربما يقول قائل بأن الفقر في عدم الإقبال على الكتاب والقراءة
والتزود بالعلم بشكل مستمر .. بل لم لا يكون الفقر متمثلاً في الابتعاد عن الله وقلة الطاعات
وكثرة المنكرات ؟ والقائمة طويلة ..
هل هذا المفهوم يمكن أن يدفع بالفقير صاحب الدخل
المحدود إلى التفكر فيه واستيعابه جيداً ،
لكي لا يحزن ، فأن يكون صاحب دخل محدود جداً لن يعني بالضرورة أنه فقير ، بل ربما لو تأمل القائمة
التالية ، سيبدأ في تغيير رأيه ..
أيها الفقير ، أنت تملك
الهواء لتتنفسه ، وتملك الماء لتشربه وترتوي وتخرجه دون مشكلات صحية ، وتملك بعض
الطعام لتأكله وتستمتع به على الرغم من قلته دون حدوث مشاكل في المعدة ، وتملك
عقلاً يفكر ويدبر ، وتملك جسماً يتحرك بحرية ، لا شلل ولا عجلات ولا عكازات ولا كلى
معطلة ، وتملك عينان تستمتع برؤية جمال ما خلق الله ، وتملك أذنان تستمع إلى كل ما
هو جميل ، وفوق كل هذا عندك أولاد وبنات ، والقائمة تطول وتطول .. أبعد كل هذا المُلك
العظيم تقول أنك فقير ؟
احمد الله على كل ما أنت
فيه وعليه ..
ولئن شكرتم لأزيدنكم ..
ومن كان يملك قوت يومه ، معافاً في بدنه آمناً في سربه ، فقد ملك الدنيا ..
من
يريد أن يملك أكثر من الدنيا في هذه الدنيا ؟
سؤال للتأمل والتدبر..
هناك تعليق واحد:
أسعد الله أوقاتك بكل خير أيها الكاتب النبيل.. لا شك أن هناك قواسم مؤكدة بين بني البشر في جميع مجتمعاتهم ومن هنا أظنني أجد الأدب العالمي هو أدب إنساني في الجملة، ولعلنا كمجتمع مسلم لسبب أو لآخر جنحنا كثيرا وبعيدا عن الوحي-القرآن المجيد-الذي هو مكون الوعي لدينا كأمة ومن هنا نحن في رأيي ننسى أننا أغنياء في الواقع بالقياس إلى معايير عديدة وأهمها بالقياس إلى أننا في رحلة فناء أرضي نحو أفق خالد وديمومة أبدية!.. تقبل احترامي.
إرسال تعليق