في أقل من أسبوع تلقى
تركيا دعماً عربياً فاعلاً، ما يشير إلى أن المحور الثلاثي التركي السعودي القطري
، يسير في اتجاهه الصحيح ، بعد أن قام الروس منذ إسقاط تركيا مقاتلة لهم، بحملة
إعلامية ضد أنقرة ، محاولة منها استرجاع بعض ما أصابها من انكسار جراء ذلك الحدث..
تركيا بشكل عام دولة
محورية في المنطقة ، وذات ثقل ووزن استراتيجي في عالم اليوم ، والاصطفاف أو
التحالف معها ، مكسب للمتحالفين مثلما هو مكسب لها .. وما إن بدأ الروس حملاتهم الإعلامية
ضدها، حتى قامت هي بتحركات دبلوماسية ذكية والتركيز عليها أكثر من الإعلامية،
باعتبار أن محصلتها النهائية مثمرة وأجدى نفعاً من الانجراف نحو المهاترات
الإعلامية.
النمو الاقتصادي
المتصاعد والمشهود لتركيا خلال عقد واحد من الزمن ، هو مكسب للأمة المسلمة يوجب
المحافظة عليه ، فقد طال الزمن على الأمة المسلمة لم تشهد خلاله على انجازات
ملموسة ، فقد انشغلت أو تم اشغالها بصورة وأخرى بمشكلات وأزمات لا تكاد تخرج من
واحدة إلا أخرى بالانتظار، وإن ما يحدث لتركيا اليوم من تربص البعض القريب والبعض الغريب
البعيد ، يستدعي التنبه السريع له والوقوف معها ، فما زال الغرب تحديداً يحتفظ في
ذاكرته صورة الجيوش العثمانية تصل إلى عمق أوروبا، وما زال يتذكر قوة الإمبراطورية
العثمانية التي حكمت مساحات شاسعة من العالم لأكثر من خمسمئة عام.. ولا شك أن تلك المشاهد لا تسر
الغرب كثيراً، على الرغم من أن تركيا حالياً عنصر فاعل في حلفهم المسيحي العسكري، ولكن أحسبُ أن رؤية
دولة مسلمة جارة لأوروبا وقد قاربت على أن تكتفي وتعتمد على ذاتها في كثير المجالات، ليس بالأمر الهين، ولكن مصالحهم تقتضي غض الطرف أحياناً ولو إلى حين !
وإنّا إلى المقتدين لمنتظرون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق