أعتقد أنك تحب النكت والأحاديث الظريفة، ولا تقل لي إن أحداً لا يحب ذلك ويعتبر ذلك تفاهة وإضاعة وقت.. فلقد صار المرء منا اليوم لا يطيق ولا يحتمل أحياناً نفسه من كثرة الهموم والغموم والمشكلات اليومية التي لا تكاد تعرف لها نهاية أو حداً.. فصار البحث عن كل ما يفرج عن تلك الهموم مطلباً مهماً، خاصة إذا ذاق أحدنا طعم الكآبة ومعنى أن يعيش حزيناً لا يسمع سوى كل ما يزيد في الحزن والأوجاع.
اليوم صار من يمتلك حس الفكاهة وروح الظرافة عملة نادرة. تجد أن الكل يتودد إليه، رجلاً كان أم امرأة. صار المرء منا يبحث عن كل ما يمكن أن يساعده على نسيان بعض متاعب اليوم، ويفرج عنه وينشط عضلات وجهه بالابتسامة أو الضحك المعقول ..
تجد أن خفيف الظل أو الدم كما تقول العامة، يتمتع بشباب دائم، لا ترى أثراً لتجاعيد في الوجه أو أياً من تلك العلامات الدالة على وجود حزن خفي متجذر بالنفس، بل تجد أن الجلوس إليهم هو الأنس ذاته، لا يكاد المرء يمل من مجالستهم لخفة دمائهم وروحهم الطيبة.
العكس بالطبع نجده مع آخرين. تجد مثلاً ثقيل دم يدخل عليك في مكتبك أو بيتك أو يفاجئك في الطريق، وتقع حينها في موقف حرج ، فلا أنت تقدر على الخلاص منه، ولا هو يفهم إشارات التململ والضيق التي تصدر عنك ومنك، فيزيد همك واكتئابك أيضاً، خاصة لو أنه صادفك في يوم نحس أو حزن أو شعور بضيق وكآبة.
ما المطلوب من كل هذا الكلام ؟
لا شيء سوى أن نبدأ بأنفسنا.. كيف ؟
هل يعني هذا أن نتحول إلى أصحاب دماء خفيفة أو أرواح ظريفة، وخاصة أن الأمر أقرب ما يكون إلى الطبع؟ الجواب : نعم ! وهل هناك ما يمنع؟ إن كانت الظرافة وخفة الدم طبعاً، فليس بمشكل أن نتطبّع ولو من بعد محاولات عديدة متكررة. وسأشرح لك أكثر ..
القصد من هذا هو أن نعيش حياة المرح ولو من باب التمثيل في بداية الأمر ، ومع مرور الزمن ننسى التمثيل فيصير الأمر أقرب إلى الحقيقة.. كيف ؟
حاول أن تخيل السعادة وحاول أن تعيشها اليوم وغداً وبعد غد.. ستجد نفسك بعد حين من الدهر قصير، تعيش حياة سعيدة كل يوم .. مع الأخذ بعين الاعتبار البعد كل البعد عن المسلسلات أو الكتب والروايات الحزينة الكئيبة وكذلك بالطبع ثقلاء الدم من الجنسين ..
جرب هذه الوصفة الآن فلا شيء يمنعك .. وحبذا لو نتعرف على النتائج من المجربين بعد حين من الدهر ، أرجو ألا يطول ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق