مهما قيل وما
زال يقال عن العاصفة ومن يقف وراءها ومعها وما إلى ذلك من أقاويل ، إنما هي هوامش
الموضوع الرئيسي. ذلك أن الهدف واضح جلي لا يحتاج لكثير شروحات وتفصيلات ..
الحوثيون
بصورة وأخرى لاحت لهم فرصة لا يمكن أن تتاح لأقلية معارضة بأن يكون لها وضع
واعتبار في دولة شديدة البأس كاليمن . الخليجيون بمبادرتهم التي أنقذت صالح ومن
معه ، والحوثيون جزء من المشهد بعد الثورة الشبابية باليمن ، كانت عبارة عن فرصة
ذهبية لتهدئة الأمور والقبول بيمن مستقر يكون للحوثيين اعتبار ورأي بعد سنوات من
تهميش صالح لهم .
لم يكتف
الحوثيون بتفويت الفرصة والتعالي والاعتداد بالقوة ، بل وصل الأمر بهم الى أن
يكونوا مصدر تهديد فعلي ، أو أنهم تجاوزوا الخط المسموح لهم بالمناورة في المحيط ،
فكانت عاصفة الحزم المفاجئة .
الخطوة
العسكرية كانت ضرورية وواجبة ولم يكن أحد بالخليج ليتمنى أن تهدر الطاقات العسكرية
العربية والخليجية على أرض عربية ، ولكن لأن الخيوط الممتدة من طهران طالت عن الحد
المنطقي ، وإن كانت بالأصل ألا تمتد نحو دول المنطقة بالطريقة التي يرسمها
الاستراتيجيون في طهران .
نعم لعلاقات
الجوار والتجارة والتبادل الثقافي الحضاري مع إيران ، ولكن لا لتصدير الفكر الثوري المقنن
والمؤدلج الى المنطقة ، تستعمل شيعة المنطقة من العرب وقوداً لتحقيق آمال وتطلعات
إمبراطورية ، تعيد بها أمجاد الساسانيين التي
انتهت على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، وهو الهدف الرئيسي من
الثورة الإيرانية منذ أن قامت عام 79 ، والتي بسببها دخلت حرباَ ضروس مع العراق ،
أهلكت الحرث والنسل ... ولكن مع ذلك لم تهدأ طهران ، فعادت من جديد بأساليب جديدة
، فكان لابد من حرب أخرى جديدة أيضاً ، والتي نرجو ألا تطول ، فإن الخاسر هو كل من
يعيش بالمنطقة ، وإيران جزء كبير منها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق