نفسك أهم ما تملك .. وهذا يدعوك إلى أن تهتم بها وتعالج مشاكلها ، وتقدر ذاتك وتريح نفسك وتخطط لها حتى نكون أسعد
الناس .. لكن هناك مشكلة أو مرض يعترض أحدنا وهو يدير حياته ويرغب أن تكون إدارته
على الوجه الأمثل ، وهو ما يمكن أن نسميه بمرض
الاسترخاء في الحياة .. وبالطبع لا أعني ذاك
النوع من الاسترخاءات التي ينصح بها الأطباء والمعالجون النفسيون ، وإنما ذاك الذي
يصيب العقول وبالتالي القلوب فتتأثر السلوك به .
الاسترخاء الذي اعنيه ها هنا يتمثل في أخذ الأمور بنوع من التساهل
والاستهتار والبعد عن الجدية في التعامل معها .. وطبيعة الإنسان أنه يميل إلى
الكسل ، وطالما أنك لا تجد ما يدفعك دفعاً إلى العمل والاجتهاد والإبداع في أي
ناحية من نواحي الحياة ، أو لا تشعر بإجبارية الظروف لك للقيام بأمر ما ، فإنك
ستركن إلى زاوية الاسترخاء وفي هذا التركين تفويت لكثير من الفرص والانجازات التي
تحدثنا عنها سابقاً .
وفي هذا
السياق يمكن أن نُدخل التسويف في حياتنا إلى دائرة الاسترخاء . إذ طالما أنك مسترخ
في حياتك لا تقوم إلا بأقل القليل ولا تبذل إلا أقل الجهد ، فثق تماماً أن مرضاً
حياتياً آخر في الطريق قادم .
التسويف
أو تأجيل الأمور أسوأ من الاسترخاء . التسويف يعني أن الظروف أجبرتك للقيام بأمر
ما ولكن بعد بحث ونقاش تقرر تأجيله أو تسويفه لحين ، فيما الاسترخاء يعني القيام
بالعمل إن أجبرتك الظروف ولو بالحد الأدنى من الجهد ، وهو في الحقيقة أفضل من مرض
التسويف على أقل تقدير، ولكنهما يظلان في دائرة الأمراض الحياتية التي تصيب أي شخص
منا يريد أن يدير حياته بشكل صحيح ، ويتسببان في تفويت الفرص والانجازات ..
ما العمل
إذن يا سادة ويا سيدات وكذلك الآنسات ؟
أنصح نفسي أولاً قبل الغير في ها هنا مقام ،
وهو أن يقوم أحدنا ، إن أصابه مرض الاسترخاء أو التسويف أن يعمل العكس فقط . كيف ؟
إن
شعرت برغبة في تسويف أمر ما أو تأجيله لأي سبب ، قاوم نفسك واضغط عليها لتنجز
العمل فوراً أو على أقل تقدير تبدأ الخطوات الأولى منه ، ولكن حذار من أن يهبط
عليك مرض الاسترخاء حين تجد نفسك وقد بدأت تنجز عملك ، فتقرر التوقف بداعي التفكر والتأمل
وأخذ قسط من الراحة ، فإن جاءتك تلك الخواطر فاعلم أنها مقدمات لمرض الاسترخاء ،
الذي إن استجبت لمقدماته فإنه يعني الخطـر الذي تحدثنا عنه في البداية ..
انتبه واجتهد وابتعد عن هذا الاسترخاء المزيف ، فالاسترخاء
الحقيقي يأتي بعد أن تكون أنجزت عملك على أكمل وجه .. وهو علاج وليس مرضاً كالمزيف
الذي تحدثنا عنه .. وفقك الله لما يحبه ويرضاه .