أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الجمعة، 11 مايو 2012

من هو المدير ؟


دعني أسألك هذا السؤال :
ماذا يحدث لو تم اختيار إنسان عاطفي ليتولى وظيفة مدير سجن من السجون وماذا سيحدث لو أن شخصاً عصبياً تم اختياره ليتولى منصب مدير مدرسة ابتدائية مثلاً ؟!وماذاعن اختيار شخص ليتولى منصب مدير إداري يتمسك باللوائح في منظمة أو مؤسسة لا لوائح لها أصلا وتعاني من عدم الاستقرار؟! أعتقد أن إجابتك صحيحة لو قلت إن ما سيحدث هو العكس أو خلاف ما هو متوقع من الشخص المعين في أحد تلك المناصب المذكورة آنفاً .

   هناك مهن ووظائف من السهل عليك معرفة الشخص المراد اختياره لأدائها ، وليس صعباً تحديد كفاءته ومقدرته على الوفاء بمتطلبات الوظيفة ، كأن تختار كهربائيا ليعمل في محل لكهرباء السيارات أو ميكانيكيا للعمل بوظيفة ميكانيكي لمعدات ثقيلة ..فالشخص الكفء ستظهر قدراته لك فورا ، والسيئ كذلك ولهذا يمكنك الإبقاء على الجيد والاستغناء عن السيء في وقت قصير دون إهدار للوقت والجهد والمال .

    لكن ماذا عن مناصب أو وظائف إدارية أخرى ، كمنصب مدير إدارة مثلاً أو مدير عام أو وكيل مساعد أو كيل وزارة وصولاً إلى الوزير ؟ في ذلك يقول خبراء الإدارة بأن المدير السيئ مثل السرطان ، لا يمكن اكتشافه في مراحله الأولى . بل سيكون الاكتشاف متأخرا ، وحينذاك لا ينفع الندم .. وليست ها هنا المشكل ، بل المشكل الأكبر أنه حينما يتم اكتشاف سوء إدارة ذلك المدير ، فإن هذا الأخير لن يسكت بالطبع على ذلك الاكتشاف ، بل تجده يقوم بخلق مشاجب أو شماعات يعلق عليها أخطاءه وجهله وعدم كفاءته .. وسيطالبه رؤساءه حينها بتطوير نفسه وإصلاح ما يمكن إصلاحه ، لكنه لن يستطيع إصلاح ما فسد لأنه لا يملك ما يُصلح به الأمور ، باعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه .


   خبراء الإدارة يقولون أن اختيار المديرين في الأساس وفي الواقع العملي يتم على أساس الآتي :

-     صداقة شخصية بين الرئيس الأعلى وذلك المدير ، على اعتبار أن الصديق أولى من الغريب أو البعيد !!
-         المعرفة الشخصية : على اعتبار أن ما نعرفه أفضل ممن لا نعرفه !!
وفي كلتا الحالتين يدخل عنصرا الولاء والثقة في عملية الاختيار بغض النظر عن الكفاءة .
-   السجل السابق للمدير بمعنى أن نجاحه في موقع ما سيؤهله للنجاح في الموقع الجديد .. وهذا افتراض ليس بالضرورة أن يكون صحيحا دائماً .. إذ أن الظروف التي تهيأت له في موقعه القديم وساعدته على النجاح قد لا تتوفر في الموقع الجديد أو قد لا تتفاعل مع بعضها فتؤدي به وبالضرورة إلى الإخفاق .

  إن الطريقة التقليدية المتبعة في كثير من المواقع في مسألة اختيار المسؤولين طريقة عقيمة غالباً ما تخيب الآمال ، لسبب واحد بسيط هو أن آلية اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ، نفتقدها ولعل ذلك هو السبب الرئيسي في معظم مشاكلنا الإدارية في كثير من المواقع .. وتلكم هي خلاصة الحديث.



ليست هناك تعليقات: