من يعمل
لا بد أن يخطئ ، بدرجة وأخرى ، ولا تظن يوماً أن بمقدورك
العمل بكفاءة تامة لا تهدر خلاله موارد ولا يضيع من الوقت الكثير أو لا تقع في أخطاء
.. فهذا ظن ليس في محله ، بل هو غير مقبول ، لأن الخطأ في العمل أو الحياة بشكل
عام أمر طبيعي ، والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام شرح هذا الأمر لأصحابه الكرام
يوماً فيما معناه ، أنهم لو كانوا لا يخطئون ولا يذنبون كالملائكة ، لأخذهم الله واستبدلهم بقوم آخرين ،
يعملون ويخطئون ثم يتوبون ويستغفرون .. فماذا يعني هذا ؟
نحن نعيش في مجتمع يعمل فيه الناس ويتعاونون
ويتعاملون مع بعضهم البعض على اختلاف أفهامهم وطبائعهم ونفسياتهم. وطالما أن المرء
منا في هكذا نوع من المجتمعات يعيش ويعمل بكل جهد وأمانة ووفق رؤى واضحة وخطط تنفيذية
جلية محكمة ، فلا شيء حينها أن يخطئ في العمل، لأن الوقوع في الأخطاء أمر وارد ولا يمكن تجنبه كما أسلفنا ، وليس هو
المهم ، بل المهم هو العمل وبذل الجهد وعدم الاستسلام عند الإخفاق بل النهوض تارة
أخرى والعمل من جديد ، ومن يفعل ذلك أفضل من الذي لا يحاول ولا يعمل .
أنت
كمسؤول عن عمل ما وتدير عدداً من الموظفين ، قل عددهم أم كثُر ، لابد أن تتفهم مثل
هذا الأمر وأن الخطأ وارد من موظفيك ، طالما أنهم بشر. إنهم بكل تأكيد ليسوا آلات ميكانيكية
أو الكترونية . إن الفكرة التي نتحدث عنها هنا ليست في منع وقوع الخطأ ، ولكن في
كيفية الاستفادة من الخطأ ودراسته إن وقع ، بحيث يتم تفادي الوقوع فيه مرة أخرى .
لكن أن تتوقع أيها المسؤول عملاً خالصاً
نقياً لا أخطاء فيه ، فلن تجده سوى في مجتمع الملائكة الأبرار ، وهذا مجتمع ليس
للبشر وجود فيه أو طريقة وصول إليه .
إذن عليك
كمسؤول أن تستشعر في قرارة نفسك أن الوصول إلى الهدف وتحقيقه أمر سهل ، طالما أن
معك من يعمل بكل جهد وأمانة حتى لو أخطأ ، فإنك إن استشعرت سهولة الأمر ، كان
بالفعل سهلاً قابلاً للتجسيد والتطبيق على أرض الواقع . لكن إن شككت في إمكانية
تحقيقه أو تخوفت من الصعوبات ، فإنك ستجد تلك الصعوبات كالجبال أمامك لا تهزها ريح
! فتفاءل واعمل ولا تخف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق