قد تحب الحياة اليوم لأنك حققت هدفاً بذلت من الجهد الكثير في سبيل
تحقيقه ، وبدأت تشعر بنتائج النجاح، فترى ما حولك بمنظار الناجح والمتفائل ، وبالتالي
سيكون أمراً طبيعياً أن ذاك الشعور يؤثر على نظرتك للحياة ، من حيث الحب والكره،
وها هنا وبتلك النظرة ، لا شك أنك ستحب الحياة.
في المقابل ، ستبدأ تكره الحياة حين لا تحقق ما
ترجوه أو لأنك أخفقت في أمر ما، ووجدت نفسك أيضاً محاصراً أمام العديد من الصعوبات
والمشكلات لا تجعلك تتقدم كثيراً في مشروع حياتي ما، فتنعكس تلك المشاعر الكئيبة
على نظرتك لحياتك أو للحياة بشكل عام، فتبدأ باستشعار بعض الكراهية لها، وقد تقل
أو تزداد بحسب ما حولك من عناصر مادية وبشرية.
يبدو مما سبق أن الأمر الوسط ها هنا ، والذي أدعو
إليه دائماً في كل مناسبة ، هو ألا نكون ضحايا الظروف، بحيث تكون هي المؤثرة في
كيفية التفكير وكيفية الاستشعار والنظر إلى الحياة بشكل عام ..بل المفترض أن العكس يحدث .
لو أنك تدبرت ما حولك وكل ما يحدث لك، لتأكدت أن
الأمر كله مرتبط بالكيفية التي تتعامل معها ، بحيث يمكنك أن تحب الحياة إن أردت
ويحدث العكس كذلك إن أردت. المسألة بالطبع ليست سهلة كسهولة التنظير والحديث هنا ،
ولكن أيضاً ليست بالصعوبة التي تجعلك تنظر إلى الحياة بنظرة اليائس المتشائم وفاقد
الأمل..
من الناحية الإيمانية ، يجب
أن تدرك يقيناً أن كل ما يحدث لك في هذه الحياة الدنيا إنما هي اختبارات تتراوح في
سهولتها وصعوبتها بحسب يقين وإيمان كل شخص ، وأن الهدف الأسمى من كل تلك
الاختبارات هي لتحديد موقعك ومركزك للحياة الأخروية الحقيقية ، التي نسعى إليها
ولكن دون أن ننسى نصيبنا من هذه الحياة الدنيا أيضاً ..