الإنسان ملول بطبعه ، لا تجده يستقر على أمر ما فترة
طويلة ، بل تجده يبحث عن التغيير بصورة وأخرى ، ولا شيء في هذا ، بل إنه مطلوب ومحمود.. وهكذا هي النفس البشرية التي تتوق
دائماً إلى التغيير وعدم الركون إلى أمر ما لفترة طويلة .
ألا تلاحظ أننا نرغب أحياناً في تغيير
الروتين اليومي الذي نعيشه ، سواء في البيت أم العمل ؟ لماذا يحرص كثيرون منا على الخروج في إجازة ،
ولماذا يحرص الأكثرية على السفر في إجازاتهم حتى لو كانت لأيام معدودات ؟ بالطبع يحدث ذلك من باب دفع الملل
والسأم عن حياتنا اليومية ، وتغيير الروتين اليومي الذي نعيشه أغلب الوقت .. في هذا السياق ، أجد أن رمضان يأتي من باب التغيير الذي يريده المولى عز وجل
لعباده . نحن نعيش أحد عشر شهراً في روتين معين تقريباً في المأكل والمشرب والملبس
والعمل وحتى العبادات ، وكثير من الأنشطة الحياتية اليومية ..
لكن ما إن يدخل علينا رمضان ، حتى نجد أنفسنا وقد بدأنا
نشعر بالتغيير ، سواء في عاداتنا الغذائية ومواعيد الطعام نفسها أيضاً ، إضافة إلى
العبادات والأنشطة الحياتية الأخرى . هذا ما يجعل لتجمعاتنا الأسرية حول مائدة
الإفطار مثلاً ، طعماً ومذاقاً خاصاً ، وبالمثل عباداتنا المتنوعة ، ومثلها
الزيارات الأسرية وغيرها من أنشطة حياتية متنوعة ..
شهر رمضان أشبه بمعسكر كبير مفتوح ، نمارس خلاله الكثير
من الأنشطة والفعاليات ، الروحية والصحية والاجتماعية وغيرها ، فنجد أنفسنا نتدرب
على التجديد والتغيير بصورة قد لا نشعر بها ، وإنما سنشعر بها بعد الانتهاء من
الشهر الفضيل ، حيث يستمر كثيرون منا على عاداته الجديدة تقريباً ولفترة طويلة
نسبياً ، فيما هناك من يخرج من رمضان كما دخله ، لا تغيير ولا تجديد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق