حاول
أن تتذكر موقفاً حياتياً ليكون مثالاً على ما نقول ، حيث كنت مع مجموعة من
الأصدقاء أو الزملاء ، وكنت أنت المتحدث والكل يسمع ، وفجأة انتقل الاهتمام إلى
متحدث آخر سحب الأضواء والكلمة منك .. هل تتذكر كيف تفاعلت أمور بداخلك ، وتحرك
ذاك الأنا بقوة ودفعك دفعاً إلى أن تنتفض
وترجع دفة الحديث إليك ، ليس لشيء سوى انتقاماً من ذاك الذي جذب اهتمام الحضور
بحديثه ، حتى لو أنه لم يسبب لك أي خسائر أو إحراجات ؟ ما حدث لك في
ذاك الموقف ، إنما هو نموذج واحد لما يمكن أن يفعله هذا الأنا ، الذي إن تركته دون
ضبط وربط ، جلب إليك متاعب ومشاكل أنت في غني
..
إن روح الأنا وحب الشهرة والأضواء ، مثلما هي جالبة
للمتاعب ، فهي أيضاً من مصادر التوتر والقلق ، ولو تتفكر في الأمر بعض الشيء لوجدت أن الأمر كله لا يستأهل كل هذا التوتر
وتلكم القلق ، ولكن عش حياتك على طبيعتها أو على سجيتك ، ولا تبحث عن الأضواء
والشهرة ، التي إن جلبت لك ما ترغب وتتمنى من مال ومكانة ووجاهة ، فهي تسلب منك
خفية عاملاً مهما في حياتك لا يُقدر بثمن ، هو الهدوء النفسي والاستقرار والتمتع
بالعيش دون مكدرات ومنغصات، ولا أظن أحداً لا يبحث اليوم عن ذاك الهدوء المفقود ..
أليس كذلك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق