يا رسول الله
هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : لقد لقيتُ من قومك وكان أشد ما لقيت
منه يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على بن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما
أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم
أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد ظللتني فنظرت فإذا فيها
جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك و ماردوا عليك وقد
بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم
قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما
شئت ، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين (وهما جبلا مكة اللذان يكتنفانها جنوبا وشمالا
) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من
يعبد الله لا يشرك به شيئاً .. إنه نموذج للرفق من
نماذج عدة في حياة قدوتنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنه نستلهم
خطواتنا في كيفية التعامل مع المخالفين في الرأي والفكرة من أبناء الملة الواحدة ،
وصولاً الى العقيدة بل تتسع الدائرة لتصل الى غير المسلمين أيضاً وصولاً الى
المعادين منهم لنا ولديننا ..
أظهر استطلاع للرأي كما جاء في الجزيرة نت ، أن أكثر من 70% من
الدانماركيين يرون أن "إسرائيل قاتلة أطفال"، وفق كبرى الصحف
الدانماركية يولاند بوست، وذلك وسط تضامن كبير في الدانمارك مع
الفلسطينيين منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ..
الدانمارك التي حاربناها يوماً لقيام معتوه
فيها بالإساءة لخير المرسلين ، فاضطربت الآراء وتعددت التوجهات في كيفية التعامل
مع الموقف ، ونسينا قدوتنا وكيف تعامل مع مشركين أعداء تفننوا في إيذائه صلى الله
عليه وسلم ، وقد كان يملك يومها صلاحية الإبادة الشاملة لهم إن أراد وفي ثوان
معدودات .. فهل استخدمها ؟ كان رده صلى الله عليه وسلم :" .. بل أرجو أن يُخرج الله من
أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا " .
الدانماركيون اليوم يضربون مثلاً أعلى في
التدافع لنصرة الحق في غزة، في وقت تدافع مسلمون لإبادتها !! ألم يكن يستحق
الدانماركيون قبل عشر سنوات ، دعوة شبيهة بدعوة رسول الله لقريش ؟ إني أحسبُ -
والله العالم - بأن مسلماً مخلصاً دعا لهم
بالمثل فاستجاب الله له ، فكانت النتيجة هي ما نراه من أفعال دانماركية تستحق كل
تحية وتقدير ، في وقت رأى العالم كل تقصير بل كل ايذاء للغزاويين ، من القريب قبل
البعيد !!
ألا يستحق هذا
الأمر بعض التأمل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق