لا يخرج الذئب عادة للصيد إلا ضمن قطيع ، ويظل يتربص بالفريسة ، مستخدماً تكتيك النفس الطويل أو الصبر معها الى أن تحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليها من بعد أن تكون الضحية قد أنهكها التعب ، حيث يمتاز الذئب بقدرته على العدو لمسافات طويلة دون أن يكل أو يمل أو يتعب ..
نلاحظ ونسمع الآن تمتمات وهمسات وتصريحات على استحياء ، وبعضها بدون حياء من جانب بعض القوى الغربية حول الثورات العربية الناشئة لاسيما التونسية والمصرية ، في محاولة للفت الأنظار الى أن ما تم من مكاسب ونجاحات لتلك الثورات فإنما كانت بعلم ودراية وتدبير غربي بصورة وأخرى !
الغرب بدأ بصور مختلفة يشير الى بعض أحداث وقعت في فترات اشتعال تلكما الثورتين ، للتدليل والإثبات على دوره من قريب أو بعيد في تفجير الثورات وتوجيهها ! حتى بدأت بعض الأقلام والألسن العربية وغير العربية بمهمة نقل ونشر مثل تلك الإيحاءات الى الشعوب العربية وأن ما جرى وما زال يجري ، إنما بتدبير استخباراتي أمريكي وأوروبي يُراد من ورائه إعادة تقسيم وتنظيم المنطقة العربية ..
المنطق لا يؤيد ذلك مطلقاً ، ولا يمكن بحسب المنطق الواعي الصحيح الاعتراف بما يُراد له أن يشاع من قبيل تلكم الأخبار والرسائل الإعلامية المسربة الى هنا وهناك .. فليس من المنطق او العدل أبداً أن يأتي الغرب الآن بكل معسكراته وأحزابه ليقطف ثمرة النصر من ثوار تونس ومصر ، الذين كانوا بمثابة بركان يغلي لكنه لم ينفجر بانتظار ثغرة ينفذ منها حممه على المنطقة المحيطة به .
لابد من التنبه الى الذئاب البشرية المتربصة بالثورات العربية الناشئة ، وكيف أنها هي الأخرى لا تمل ولا تتعب وهي تعدو خلف هذه الثورات لتنتظر فرصة التوقف برهة لالتقاط الأنفاس ، فتكون فترة التوقف تلك بمثابة الفرصة المنتظرة لهم للانقضاض عليها ، وبالتالي ضياع كثير من الآمال في العالم العربي ..
من الدروس السابقة والتاريخية التي أحسب أن ثوار مصر وتونس قد درسوها وفهموها تمام الفهم ، لابد من التنبه لخطر أولئك الذئاب .. وهذا التنبه يمكن أن يكون عبر عدد من النقاط سأذكرها بشيء من التفصيل بالغد إن شاء الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق