روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عَن عاِئشةَ رضي اللَّه
عنها قالتْ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقولُ : "
الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فمَا تعَارَف منها ائتلفَ ومَا تَنَاكَرَ منهَا
اختلفَ " .
إن مسألة التآلف بين
البشر حظيت باهتمام كثير من دارسي العلاقات الإنسانية ، وكيف أن المرء يختار من
يصاحب دون كثير تفكير ، بل ربما من الساعة الأولى في اللقاء الأول ، وهذا مما حيّر
الدارسين، فأدلى كل شخص بدلوه في المسألة ، كل منهم ذهب مذهباً في تفسير هذا التآلف
الذي يحدث بين شخصين يلتقيان للمرة الأولى ، فيحدث القبول لكل منهما في نفس الآخر
.
لا يهمنا التعمق
كثيراً في التفسيرات ومذاهب الدارسين وعلماء العلاقات الإنسانية ، بقدر اهتمامنا
بأهمية استثمار العلاقات والصداقات التي تنبني بطريقة التآلف السريع . إن
الاستثمار الحقيقي لأي منا ليس فيما يملك من ماديات ، بل بما يملك من صداقات
وتعارفات ، ليست من تلك العابرة أو السريعة بل تلك التي بُنيت على مهل أو أخذت من
الدهر فترة ليست بالقصيرة .
إن أحدنا مطالب
باستثمار وانتهاز فرص الالتقاء بالآخرين في أي مناسبة ، ويبحث عن تلك الأرواح
المسكونة في أجساد من يراهم في اللقاءات ، إن كانت ستتآلف مع روحه أم لا ، فإن
وجدنا شخصاً وقد مالت نفسه إلينا ، وحدث الميلان أو التآلف نحوه بالمثل ، فإن مثل
هذه الفرصة لا يجب أن تُترك ، بل أدعو أن يقوم أحدنا بالعض على تلك الفرصة بالنواجذ،
فإن مثل هذا التآلف نادر الحدوث أولاً ، ومن ثم ثانياً ، وطالما أنه نادر الحدوث ، يجب اعتباره على أنه مشروع جديد لبناء صداقة طويلة الأمد ..
إن المسألة تحتاج
لشيء من الذكاء الاجتماعي وشطارة التاجر في استثمار الفرص التجارية الناجحة ..
والمجال مفتوح لا حدود له ، فانظر ماذا ترى .