انتشر سريعاً في
اليومين الماضيين خبر نية محكمة أمريكية ، لإصدار حكم بإعدام هاكر جزائري يدعى
حمزة بن دلاج ، بعد أن تم إلقاء القبض عليه قبل عامين في تايلند وتسليمه للولايات
المتحدة بتهمة القيام بالقرصنة أو اختراق مواقع كثيرة لمؤسسات وقنصليات أوروبية .
في الخبر أن المحكمة الأمريكية هددت بن دلاج
بالإعدام بعد أن رفض الأخير التعاون مع السلطات " الإسرائيلية " التي
تضررت مواقع كثيرة في " اسرائيل " بسببه ، وطلبت منه مساعدتها في تحصين
مواقعها مقابل التخفيف من عقوبته ، لكن الجزائري بن دلاج رفض ذلك التعاون ..
بحسب
التقارير الواردة عنه أن بن دلاج قام باختراق
أكثر من مئتي بنك ، وقام بتحويل حوالي أربعة مليار دولار وتوزيعها على دول فقيرة
ومؤسسات اجتماعية وما شابه ، إضافة إلى قيامه بغلق أكثر من ثمانية آلاف موقع
فرنسي، واختراق مواقع قنصليات أوروبية ، حيث قام بتوزيع تأشيرات مجانية لشباب
الجزائر، والسيطرة على مواقع إسرائيلية وكشف أسرار خطيرة وتزويدها للمقاومة
الفلسطينية ، مما جعل الحكومة " الإسرائيلية " تحاول بكل الطرق لتجنيده
للعمل لصالحها ولكنه رفض تماماً كما أسلفنا ..
Aljazeera |
هذا نموذج لشخص عربي من ملايين مثله ، وهم عبارة عن
طاقات كامنة لا تعرف الأمة كيفية استثمارها ، وما التهديد الذي قامت به المحكمة
الأمريكية إلا من قبيل الضغط النفسي على الشاب ، ولا أظن الأمريكان سيفرطون في
عقلية كهذه ، وأحسبُ أن " السي آي إيه " لديها آلاف الطرق لاستثماره
وتجنيده ، عاجلاً أم آجلا ، فإعدامه لا يفيدهم بشيء ، بل هم أذكى من هذا الفعل ، وظني
أن الضغوط ستكون أكبر من الشاب ، بل ربما المغريات أكبر وأكثر ..
يكفي أن
يتساءل بن دلاج وهو في موقفه العصيب هذا ليقرر وضعه المستقبلي ويقول : أين من وقفت
لصالحهم ووجهت قدراتي وإمكانياتي لدعمهم – بغض النظر عن شرعية ما قام به ، سوى
اختراق المواقع العسكرية الإسرائيلية التي لا نختلف معه عليه - ويمضي متسائلاً : أين حكومتي أو شعبي أو أمتي
العربية أو حتى الإسلامية من محنتي هذه ؟ لن يجد جواباً مقنعاً كما حدث مع غيره من
آلاف مؤلفة تساءلوا فيما بينهم يوماً من الأيام ، فأحالتهم عقولهم إلى الاندماج مع
الغرب بصورة وأخرى .. فهؤلاء الطاقات الشابة إنما هم بشر من لحم ودم وأعصاب ومشاعر
، وليسوا آلات .. ولا يمكن أن يلومهم أحد إن تعاونوا مع البعيد والغريب أو حتى العدو
، طالما أن القريب والصديق غير آبه بهم ..
سيخرج بن
دلاج عن الأضواء عما قريب ، كما خرج غيره من طاقات وعلماء هذه الأمة بصورة وأخرى ،
والتي لم تدرك وضعها إلى الآن ، فحالها أوضح من أن يوضحه أحد أو يشرحه شارح ويوصفه
واصف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق