
ومضينا في العصيان، فأمر حاملي الرشاشات وكانوا من جنوب
الجزائر، بإطلاق النار. فرفضوا! عندئذ هددهم بسوط كان معه، لكنهم رفضوا. وما أجدني
حياً إلى الآن إلا بفضل هؤلاء المحاربين المسلمين. وقد أوضح أحدهم لنا سبب ذلك: إن
مما ينافي شرف محارب من الجنوب أن يطلق رجل مسلح، النار على رجل أعزل.

جنود بسطاء، الأصل في عملهم الطاعة العمياء،
كما هي العادة المعروفة في الحياة العسكرية لمن يعرفها. نفّذ الأمر أولاً ثم ناقش،
والعكس غير صحيح. لكن أولئك الجنود البسطاء، وفي لحظة فارقة مؤثرة في حياتهم،
يرفضون الأوامر بكل وضوح، لا لشيء إلا لأنها كانت تمس أخلاق الرجال، بل الفرسان من
الرجال، رغم علمهم عواقب ونتائج الرفض، ولكن مع ذلك، أبوا إطلاق النار على أناس عُزّل،
والذين كان منهم غارودي، رحمه الله، الذي قال عنهم في إحدى كتبه بأن :" أول
احتكاك في حياتي الشخصية مع الإسلام، كان احتكاكاً برجال. رجالٌ أُدينُ لهم بحياتي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق