هذه إجابة نسبة غير قليلة من بنات هذا الجيل حين تسألهن عن الزواج ، فتتفاجئ بالإجابة هذه وكأن الواحدة منهن قد جربت الزواج من قبل فعانت وتألمت وبالتالي كرهت هذا الأمر ، فتقول فوراً وبدون أي تردد إذا ما سألتها عن عدم زواجها إلى الآن : وهل أنا مجنـونة كي أتزوج ؟
بالطبع لا يجب أن نمر مرور الكرام على هذه الإجابة ، التي أحسب أنها لا تقال هكذا اعتباطاً من قبل الفتيات لمجرد الإجابة على سؤال عابر ، بل لابد أن هناك اعتبارات معينة أو أسباباً تجعل من الفتاة ترفض مجرد التفكير في الزواج ، فلماذا ترفض كثيرات الزواج ، ولماذا وصل الحال بهن إلى اعتناق هذه الفكرة وقبولها ؟
تقول واحدة من الرافضات لفكرة الزواج في استطلاع ، بأن ما هي عليه الآن أفضل بكثير فيما لو تزوجت . تشعر بالراحة الآن أكثر ، وتعتقد أنها حرة طليقة لا مسؤوليات ولا التزامات ولا صداع بسبب الزوج والأطفال والبيت وغيرها من اعتبارات اجتماعية أخرى كثيرة .
وتقول أخرى : لماذا أذهب وأجلب الهم والغم لنفسي ؟ لماذا أذهب وأتورط مع رجل قد يحول حياتي إلى جحيم ، وأكون أمام أمرين أحلاهما مر ؟ الأول هو الرضا بالعيش مع رجل نكدي ربما تكون لديه من القدرة الشيء الكثير على تحويل حياتي إلى جحيم يومي .
وأما الثاني فهو طلب الطلاق والدخول إلى عالم المطلقات البائس تقريباً ، حيث يتحول الهم إلى همين . الأول يتمثل في عتابات ونظرات الأهل والأقارب والناس ، وأنني السبب في حدوث الطلاق . والهم الثاني يتمثل في نقدي لذاتي وتحميل نفسي خطأ الموافقة على الزواج والدخول إلى هذا العالم ، وأنني السبب فيما يحدث لي الآن والدخول في متاعب وآلام جلد الذات ونقده .
قد تكون كثرة عدد حالات الطلاق التي تقع في مجتمعاتنا ، تجعل من الفتاة على وجه الخصوص تتخوف المغامرة والدخول إلى عالم الزواج ، فالخشية من الوقوع في عالم الطلاق والمطلقات ، تؤدي بها إلى التفكير مرات ومرات في العزوف عن الزواج ، فإنه في كل الأحوال يبقيها معززة مكرمة في بيت أهلها ..
وربما التخوف من المسؤوليات والتبعات التي تخص عالم الزواج ، وتقلص بعض الحريات حين الانتقال من عالم العزوبية إلى الزواج ، تكون عوامل مهمة تؤدي بالفتاة إلى التفكير الجاد في العزوف عن الزواج والرضى بما هي عليه في بيت أهلها . لا أطفال ولا زوج ولا بيت ولا أي شيء من مفردات عالم الزواج .
ظني أن الأمر ليس بالترف الفكري الذي يجعلنا لا نهتم به وبنتائجه . وأحسب أن استشعار هذا الأمر الذي بدأ يصير واقعاً ملموساً ويتمدد بين الحين والحين ، هو بداية دراسته ومعالجته ، وخصوصا أن ديننا ليس دين رهبنة . وما يحدث الآن هو ميل إلى رهبنة غير محسوسة ومقصودة ، لن تظهر نتائجها سريعاً ، ولكن إن ظهرت فلن تكون عادية ، وستكون نتائجها غير محمودة على الأغلب ..
هناك تعليقان (2):
بالفعل أتمنى لو انني ما تزوجت وظللت في بيت هلي أخدم أمي وأبي بدل ما أخدم ..............
وتقول أخرى : لماذا أذهب وأجلب الهم والغم لنفسي ؟ لماذا أذهب وأتورط مع رجل قد يحول حياتي إلى جحيم ، وأكون أمام أمرين أحلاهما مر ؟ الأول هو الرضا بالعيش مع رجل نكدي ربما تكون لديه من القدرة الشيء الكثير على تحويل حياتي إلى جحيم يومي .
أنا هي تلك المرأة
وياريت أقدر أطلع من الجحيم والعذاب النفسي وعدم الاستقرار اللي أنا فيه و ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ويارب اللي ينكد على مراتو ويذلها يلاقي اللي ينكد عليه ويذله بنفس الأسلوب ونفس الطريقة)
اللي مؤيدني يعمل لايك
إرسال تعليق