
بادئ ذي بدء ، جاء خبر القبض على
بعض أفراد تلك الخلية النائمة وضبط الكميات الكبيرة من الأسلحة والذخائر المرتبطة بها ، جاء
صادماً لمجتمعات الخليج كلها وليس الكويتي فحسب . ذلك أن غالبيتنا ذهب بالتفكير
والخيال بعيداً وبدأ يتخيل سيناريو استخدام تلك الأسلحة والذخائر ونتائجها ، لو لم
يتم القبض على الخلية وضبط ما بحوزتها من متفجرات وذخائر ، يقول العارفون بشؤونها
أنها تكفي لإحداث دمار كبير في مدينة كاملة
وحصد آلاف الأرواح .
مثل هذه الضبطيات
النوعية في وقت بالغ الحساسية كالذي تمر به المنطقة ، عمل يستحق كل تقدير وتحية ،
وفي الوقت نفسه يحتاج منا كشعوب ودول خليجية مستهدفة ، كل التعاون مع الأجهزة
الأمنية المختصة ، ولعل أهم دعم هو أن نترك لها المجال لمواصلة عملها بكل هدوء
ودون ضجيج إعلامي والذي غالباً ما تكون نتائجه عكسية ، خاصة إن علمنا بوجود عوالق
إعلامية هنا وهناك بالخليج تستفيد من مثل هذه الأحداث في زعزعة الأمن والاستقرار
الداخلي للمنطقة .

الأمن الداخلي ليس
مسؤولية الأجهزة الأمنية فحسب، بل كل فرد في المجتمع يشترك فيه بصورة وأخرى، منها
عدم المعاونة على بث الإشاعات ونشر المعلومات التي تزخر بها وسائل التواصل
الاجتماعي ، وأهمية التعاون الهادئ الذكي مع الأجهزة الأمنية ، وذلك عبر ملاحظة أي
تحركات مشبوهة هنا وهناك، والإبلاغ عنها .. وإن ما حصل في الكويت
من تجهيزات وإعداد العدة لعمليات تخريبية مستقبلية ولأهداف ومقاصد سياسية أو
تنفيذاً لأجندة خارجية ، ربما تجري أو جرت مثلها
في كل دول الخليج ، وربما أيضاً تنتشر خلايا نائمة في المنطقة ، تتواصل
معاً بطرق مختلفة ، الأمر الذي يدعو الأجهزة المختصة إلى تعميق الحس الأمني للمواطنين
، وكيفية التعاون مع الأجهزة الأمنية بذكاء وهدوء دون ضجيج أو افتعال كثير قلق
وتوتر .. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق