أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 16 أكتوبر 2014

كيف تفرّغُ دماغك ؟!


 أجد أحياناً نفسي أو بالأصح ذهني ، وقد صار كمرجل مليء بماء يغلي ولا يجد متنفساً لإخراج بخار الماء المتصاعد بسبب غليان الماء ، وأحسب أن أحدكم يشعر أو قد شعر بالأمر هذا من ذي قبل .. 
   
   كلنا اليوم في هذا العالم ، سريع الإيقاع والتغيرات ، صار يبحث عن وسيلة أو أخرى في كيفية إفراغ الذهن من الأفكار والخطط والآمال والطموحات وغيرها ، وكيفية تحويل أو دفع تلك الأمور، التي تضغط على الذهن ضغطاً وتشحنها كهرباء وتوترات ، لتتجسد وتكون واقعاً معاشاً حياً تراه الأعين وتسمعه الآذان ويشعر به الوجدان ، لا لشيء إلا من أجل إراحة الذهن والنفس من هم حملها المستمر ، دون تفريغها أو طردها إن صح التعبير .

والسؤال : كيف ؟
   
  اجلس مع نفسك يوماً في جو هادئ لا تسمع فيه سوى صوت أنفاسك وهي تخرج هادئة من أنفك ، وحاول أن تبدأ عملية تفريغ ما بذهنك من شحنات كهربائية كثيرة، هي عبارة عن أفكار مختلطة ما بين مشروعات تم تأجيلها ، إلى أخرى جديدة تتشرف بدخول ذهنك للبقاء فيه إلى أمد غير معلوم نهايته ، إلى أخرى ثالثة ورابعة وألف ..
   
    ستكتشف كم المرء منا يظلم نفسه ويضغط على ذهنه ، وبالضرورة بعد ذلك قلبه ، وهو يحمل الكثير والكثير من الأفكار والمشاعر والمشروعات ولا يدري كيفية تفريغ ذهنه ، أو لنكن أكثر دقة ، لا يعرف متى يفرغ ذهنه منها ، بسبب أن أغلبنا يعرف تقريباً كيفية التفريغ وتجسيد تلك التي بذهنه إلى واقع تراه عيناه ، ولكن المشكلة أو العائق يكمن في ذاك القرار الجريء المؤجل لتحديد موعد إفراغ الذهن .
  
  لا أدري لماذا يحمل أحدنا الأفكار المبعثرة والهموم المتعاظمة في الذهن والقلب دون تفريغهما ، بل وتجده يحمل فوق كل ذلك ، هموم ومشاكل غيره ، وهو بعد لم يفكك مشاكله ويفرغ ذهنه مما فيه ؟ لماذا صار المرء منا يعبئ هذا الذهن بكل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة ، ولا يقوم بإفراغها بشكل دوري مستمر؟ لماذا لا ندرك أن ما نقوم به غير صحي بل ضار ومؤثر سلباً على قلوبنا وعقولنا؟ لماذا نستمر في هذا ونحن ندرك تمام الإدراك خطأ ما نقوم به ؟ هل تحولت حياتنا إلى هذا الحد من الانشغال المستمر الذي يجعلنا لا ندري ما نقوم به أو ما نريد القيام به ؟
لا أدري ، ربما  !       

ليست هناك تعليقات: