مهما تحاول أن تتجنب
المشكلات أو الدخول في صراعات مع من حولك ، وتحاول أن تمشي جنب الجدار أو في الظل
، كما تقول العامة ، إلا وجدت أحداً يسبب لك بعض المتاعب ، كأدنى درجات الكراهية
التي لها أسبابها الكثيرة ، كالحسد مثلاً أو بعض علل معنوية أخرى بالقلب ..
دعني اليوم أقدم لك وصفة حياتية من واقع
التجارب مع بني البشر ، يمكنك تطبيقها مع من تجد أنه يكرهك لسبب أو حاجة في نفسه
.. فلو وجدت ذاك الشخص الذي يعاديك ويكرهك يوماً ، يذكر مساوئ ومعايب عنك أمام
الناس وفي حضورك دون أن يشير إليك أو يذكر اسمك ، فالمطلوب بعض الصبر وتحمل الموقف لدقائق
معدودة فقط ، دون أن تقاومه وتدافع عن نفسك ، بل بدلاً من ذلك قم أنت بتأييده
وانتقاد من به تلك المساوئ أيضاً ، وكأنك لا تعلم أبداً أنك المقصود ، وهو ما قد سيثير استغرابه
..
حاول بعد ذلك أن تجيب على تساؤلاته
بالتطرق إلى موضوعات أخرى بعيدة عن الموضوع ، فإن أصر على الموضوع وقام بتسميتك
هذه المرة وأنك المقصود ، فاظهر له استغرابك ، وأنك كنت تتوقع أن يكون ذلك مزحاً .. فإن
رأيت إصراراً منه ، قم بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد
بعض النكات ، وكأنك لم تهتم ولم تأخذ الموضوع بحساسية ..
عملك ذاك سيعمل على
إغاظته وإثارته أكثر فأكثر ، فتكون نتيجة ذلك ظهوره بمظهر غير لائق
وهو ثائر غضبان ، في حين تكون أنت في هدوء وضبط وربط للنفس ، وأثناء ذلك الهدوء
والاتزان سيبدأ الشخص بملاحظة نفسه وأنه ثائر على شيء لا يستحق وأن مظهره بالفعل
غير لائق أمام الناس ، فتجده على الفور يتجه نحو التهدئة التلقائية ، ومن
ثم الوقوع تدريجياً في دائرة الشعور بالحرج، بدءاً من الناس الحاضرين أو منك
أنت المكروه ! موقفك ذاك سيجعله يفكر مستقبلاً مرات عديدة قبل أن يهاجمك أمام الآخرين ، وسيدرك
أنه ما كان يجب عليه القيام بذلك ، فتراه وقد تركك نهائياً ، بل قد يترك معاداتك وكراهيتك أيضاً.. فهل أنت مستعد لتطبيق
الوصفة مع من تـفكر فيه الآن ؟