حين تقرأ آية ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ عند
ربك ثواباً وخيرٌ أملاً ) ستعلم بأن هناك ما هو أفضل وخير من المال والبنين، وهي
الباقيات الصالحات وحولها قال بعض المفسرين بأنها سبحان الله والحمد لله ولا إله
إلا الله والله أكبر، فيما قال آخرون بأنها جميع أعمال الخير..
الخير الذي تقوم به هو الذي
سيبقى في رصيدك الأخروي، فلا المال ولا البنون باقون معك أو عندك. نعم قد تستمتع
بهما حيناً من الدهر يطول أو يقصر، ولكن مع انتهاء الأجل، ستتفرق الأموال والأولاد
هنا وهناك، ولن تبقى معك سوى الباقيات الصالحات.
المسألة تحتاج إلى إيمان عميق
متغلغل في القلب، لكي يقتنع هذا القلب بأن الباقيات الصالحات خير من البنين
والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والأنعام والحرث وغيرها من متع ونعيم وزينة
الدنيا.
أنت تتحدث ها هنا مع قلبك أو
نفسك حول أمور غيبية، تريد أن تقنعها بأفضلية تلك الغيبيات على المحسوسات المادية
حولك، من تلك التي يتهافت الناس عليها ويبذلون الجهد في سبيل بلوغها وامتلاكها. فتجد
نفسك في صراع مع نفسك التي بين جنبيك، وتجد صعوبات بالغة في إقناعها بذلك.
المسألة صعبة لأن النفس البشرية ضعيفة
الإيمان أو الخاوية منه، تجدها غاية في التعقيد وغاية في القسوة، وخاصة حين تأتي
المسألة وفيها غيبيات أو مستقبليات. لكن الإيمان حين يتمكن من النفس، فلا شيء
يمكنه أن يوقف تلك النفس من تصور المستقبل أو الآخرة، إن صح التعبير، واستشرافها وتمني
خيراتها، والتي تكون الباقيات الصالحات هي أساس خيرات الآخرة وسعادة النفس حينها.
الإيمان أساس حياة أي منا، وبدونه لا يمكن تفسير
ظواهر كثيرة تقع أمامنا أو الاقتناع بها، لوجود المحسوسات حولنا والتي غالباً ما تكون
قوية وذات تأثير بالغ على النفس، أكثر من الغيبيات غير المحسوسة كالباقيات
الصالحات مثلاً، والتي بدون إيمان راسخ بالقلب، لا يمكن أن تكون مقنعة مقبولة.
أدري أن المسألة بحاجة إلى شيء من عميق التأمل
والتفكر، وأحسبُ أن مثل هذه الأيام والليالي المباركة من أجمل وأفضل الأوقات لمثل
هذه التأملات، وكل ما يمكن أن يحفز ويدعم الإيمان بالقلب.
فهل نفعل؟
هناك تعليق واحد:
رائع
إرسال تعليق