
الخير الذي تقوم به هو الذي
سيبقى في رصيدك الأخروي، فلا المال ولا البنون باقون معك أو عندك. نعم قد تستمتع
بهما حيناً من الدهر يطول أو يقصر، ولكن مع انتهاء الأجل، ستتفرق الأموال والأولاد
هنا وهناك، ولن تبقى معك سوى الباقيات الصالحات.
المسألة تحتاج إلى إيمان عميق
متغلغل في القلب، لكي يقتنع هذا القلب بأن الباقيات الصالحات خير من البنين
والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والأنعام والحرث وغيرها من متع ونعيم وزينة
الدنيا.

المسألة صعبة لأن النفس البشرية ضعيفة
الإيمان أو الخاوية منه، تجدها غاية في التعقيد وغاية في القسوة، وخاصة حين تأتي
المسألة وفيها غيبيات أو مستقبليات. لكن الإيمان حين يتمكن من النفس، فلا شيء
يمكنه أن يوقف تلك النفس من تصور المستقبل أو الآخرة، إن صح التعبير، واستشرافها وتمني
خيراتها، والتي تكون الباقيات الصالحات هي أساس خيرات الآخرة وسعادة النفس حينها.

أدري أن المسألة بحاجة إلى شيء من عميق التأمل
والتفكر، وأحسبُ أن مثل هذه الأيام والليالي المباركة من أجمل وأفضل الأوقات لمثل
هذه التأملات، وكل ما يمكن أن يحفز ويدعم الإيمان بالقلب.
فهل نفعل؟
هناك تعليق واحد:
رائع
إرسال تعليق