العادة أن يحذّر أحدنا الآخر من شوك الورد أو شجرة الليمون أو النخيل، لما تحمل تلك الأشواك من قوة إيلام مؤثرة.. لكن ما الجديد في الأشواك وكلنا يحذرها ويدرك تأثيراتها، حتى أحذركم منها اليوم؟
قالت المسؤولة إن المشكلة التي لا يتنبه لها أمثال أولئك الطيبين تكمن في التورط في بعض المعاملات المالية، وجمعت تلك المعاملات في كلمة "شوك". قلت: وما تعني الكلمة؟ قالت: الشين شراكة، والواو وكالة، والكاف كفالة.
مشاكل كثيرة بالفعل تقع للبعض حين يدخل في (شراكة) تجارية مع آخر دون دراسة واعية للشريك، فتكون النتيجة خسارة بعد أخرى أو نصباً واحتيالاً. فيما يدخل بعض آخر في دوامة أخطر هي (الوكالة)، فالطيبة الزائدة وحسن الثقة بالناس كل الناس، تؤدي إلى أن يقوم أحدهم بالتوقيع على وكالة لشخص آخر، وتكون عادة مثل هذه التوكيلات للتوقيع على شيكات أو حق التصرف في إجراءات مالية معينة، فتكون النتيجة من أولئك البعض المحتال فاقد الضمير والأمانة وقبل ذلك الدين، استغلال الوكالة الممنوحة لهم من أولئك الطيبين السذج، في مصالح شخصية تنتهي عادة بضياع مدخرات أصحاب القلوب الصافية الطيبة.
ويدخل بعض ثالث في مشكلة يعاني منها كثيرون اليوم، هي (الكفالة).. وقد يتنهد كثيرون من سماعهم لهذه الكلمة، فتجدهم يقولون آه من هذه الكفالة ثم واهاً واها!! لا أريد حقيقة أن أشرح هذه المشكلة، فالجميع يعرفها، بل كثيرون وقعوا في المصيبة هذه، حتى إنني أعرف أناساً تورطوا في كفالات يتم خصم مبالغ كبيرة من رواتبهم الشهرية لإيفاء التزامات البنوك، ولا يتبقى في رصيدهم سوى القليل من راتب هزيل في الأصل، والكثير من الحسرة والقهر كل شهر!
فما رأيكم يا سادة ويا سيدات بهذا الشوك المؤلم؟ أليس شوك الليمون أو النخيل أو الورد الجوري أرحم بكثير من (الشوك المصرفي) هذا؟ بالطبع نعم، بل لا أعتقد أن أحدكم يرى أمراً آخر، أليس كذلك؟
حفظنا الله جميعا من النصابين والمحتالين، ووهبنا فطنة وكياسة تبعدنا عن مصاصي الأموال في البنوك وخارجها.. اللهم آمين يا رب العالمين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق