وُلِـدَ الهُــدى فالكائناتُ ضيـاءُ وَفـمُ الـزَمـــانِ
تبســـمٌ وَثنـاءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجود تحيةً من مُرسَلين إِلى الهُدى بِك جاؤوا
كان
اليهود قبل بعثة حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأملون بل ويبحثون في كثير من
المناطق عن النبي المنتظر الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل .. فقد
كانوا على علم بخبر هذا النبي الأحمد ُ الذي سيخرج في جزيرة العرب ، ولكن من أي
موقع بالجزيرة ومن أي قبيلة، فهذا ما لم يكونوا يعرفونه.
كانوا يأملون أن يكون هذا النبي من يهود، وكانوا أهل علم ودراية أكثر من الأميين العرب في الجزيرة ، الذين أفنوا أعمارهم ما بين حروب أو تجارة، وكان القليل القليل منهم من يقرأ ويسأل ويتفكر في أمور الأديان والرسالات والأنبياء ، على عكس ما كان عليه اليهود آنذاك والذين ما إن علموا بظهور النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى أدركوا أن أمنيتهم خابت ..
لقد ظهر النبي الموعود ولكن ليس من نسل يعقوب عليه السلام ، كما كانوا
يتمنون ويرغبون ، فقد ظهر من الجزيرة ومن العرب ومن بني هاشم من نسل إسماعيل بن
إبراهيم عليهم جميعا أفضل الصلاة وأزكى السلام.
عرف اليهود معنى أن يكون النبي الجديد
من غير اليهود، ولهذا فهم على موعـد مع عداوة طويلة لا تنتهي.. لقد كان مكتوباً
عندهم في التوراة أن نبي آخر الزمان اسمه أحمد، وأنه سيكون خاتم الأنبياء
والمرسلين، وستحدث أمور، وستقع وقائع عظيمة مع ظهور هذا النبي، منها أن اليهود لن
يكونوا بعد اليوم شعب الله المختار، كما كانوا يزعمون من قديم ، وسيكونون الشعب
المحتار ، وهم يدركون ذلك تمام الإدراك ، حتى لو التف حولهم وساندهم من ساندهم من
الإنس والجن ، فإنها فترة مؤقتة دون شك .. ولهذا قرروا معاداة النبي الكريم صلى الله
عليه وسلم من البداية وكل من سيكون على دينه ومنهجه صلى الله عليه وسلم ، بصورة وأخرى ..