منذ أن أقدم محمد البوعزيزي على حرق جسده من جراء القهر الذي أصابه، اشتعلت الثورة التونسية، فيما الحياة في الوطن العربي بدأت تسير بشكل مثير وثائر لم تهدأ بعد، بل لا أحد يعرف إلى أين ومتى يمكن أن تهدأ الأوضاع أو تسير.
ما يثير الإنتباه وبالتالي التساؤل هو التنوع الذي حصل في الدول الثائرة وهو ما نحاول الوقوف عليه ومحاولة فهمه قدر المستطاع..
في تونس بدأت الثورة من قرية سيدي بوزيد وانتشرت العدوى سريعا إلى كل المدن وانتهت بهروب الرئيس ونجاح الثورة بشكل نسبي، ولم تقع خسائر كبيرة مقارنة بما يحصل في ليبيا الآن مثلاً .. وكان نجاح الثورة مفاجأة للعالم العربي بل العالم كله وهو يرى انهيار نظام بن علي ، زعيم النظام الصارم الذي حكم تونس بالحديد والنار عقوداً عديدة.
في تونس بدأت الثورة من قرية سيدي بوزيد وانتشرت العدوى سريعا إلى كل المدن وانتهت بهروب الرئيس ونجاح الثورة بشكل نسبي، ولم تقع خسائر كبيرة مقارنة بما يحصل في ليبيا الآن مثلاً .. وكان نجاح الثورة مفاجأة للعالم العربي بل العالم كله وهو يرى انهيار نظام بن علي ، زعيم النظام الصارم الذي حكم تونس بالحديد والنار عقوداً عديدة.
شجع نجاح الثورة في تونس الشباب المصري، الذي كان قد بدأ هو الآخر بالتململ من وضع البلد وكانت الثورة في مصر تسخن بشكل تدريجي، فهناك عين على الداخل وأخرى على ما يحدث بتونس. وما إن هرب بن علي حتى اشتعلت الثورة المصرية ، لأن هروبه كان يعني أنه لا مستحيل في عالم اليوم . وكما أنه هرب وانهار نظامه سريعاً فلا شيء يمنع إذن من تكرار الحدث في مصر أيضاً .
اتجهت الأنظار سريعاً إلى القاهرة وتحديداً ميدان التحرير ، وساعد على ذلك تكثيف " الجزيرة " من وجودها ودورها في الثورة وأيقنتُ، كما الجميع أيضاً، أن للإعلام المرئي دور مهم في إنجاح أو إخفاق الثورات ، كما الانترنت . وبدأ العالم يحبس الأنفاس مع كل يوم يبدأ في مصر .. ولم تستطع استخبارات الدول الكبيرة أن تدرك الحاصل ولا أن تخمن ما يمكن أن يحصل بعد حين من الدهر قصير .. ولم يكن من بد سوى الانتظار ومتابعة الأحداث، حيث بدأت تسخن الأمور سريعاً وتقع أحداث متنوعة ، فيما شباب الثورة ينتج شعاراً تلو آخر يبث حماسة واملاً في نفوس الثائرين ، ويعلن عن المطالب بشكل مختصر مفيد ، ويصمد في الميدان الذي أضحى رمزاً فعلياً للتحرير .
الشعب يريد إسقاط النظام . أبرز شعارات الشباب المصري ، والذي انتقل من القاهرة سريعاً الى كل مدن مصر وتعدى الحدود ليصل الى دول عربية أخرى تغلي وفي بدايات ثوراتها ، حتى صار شعاراً يردده الأطفال في المدارس وهم لا يدركون معانيه ، لكن لأن البيوت في غالبية العالم العربي انشغلت بالأخبار عن الأفلام والمسلسلات ، وصارت العائلات تستمتع بمراقبة الاخبار والمشاهد المصورة ، تحول " الشعب يريد إسقاط النظام " الى أنشودة جميلة من مقطع واحد واضح حازم حاسم ، ينشدها الأطفال مثلما الكبار ..
شهدت مدن مصر أحداثاً كثيرة مثيرة ، وقبل أن ينتهي اليوم الثامن عشر منذ بدء وانطلاق الثورة ، حتى أعلن عمر سليمان عن تنحي رئيس الجمهورية عن الرئاسة وتولى الجيش الحكم والى اليوم ، بانتظار الانتخابات القادمة وفصول أخرى من الثورة لم تبدأ بعد .. وحدث ما حدث خلال الشهور الثلاثة الماضية ، أبرزها اعتقال الرئيس وأبنائه ورموز حكمه ومحاكمتهم ، في مشاهد نادرة لم يراها ويعيشها كثيرون منذ أكثر من خمسين عاماً ..
تحقق الحلم المصري بازالة وإسقاط النظام الذي لم يكن أحد يتوقع حدوثه من السياسيين والمفكرين والاستراتيجيين أوغيرهم، حيث اعتبر كثيرون أن هروب بن علي إنما حدث لظروف معينة لن تتكرر في مصر، وسيستفيد النظام المصري من درس تونس وسيكون صعباً على الإزالة، بل سيكون صارماً في التعامل مع الثورة. لكن الثورة كات أقوى بدرجة لم يتصورها أو يتوقع أن يكون لها ذاك الزخم والتأثير القوي، أكثر المتفائلين في مصر والعالم العربي. وحدث ما حدث .
ما إن انتهت ونجحت الثورة المصرية في تجاوز العقبة الأولى وهو الرئيس ونظامه ، حتى اشتعلت الثورة في كل من اليمن وليبيا ، فقد انكسر حاجز الخوف والرهبة من الأنظمة .. ولم يعد هناك أي مانع يمنع من إحداث التغيير .. لقد نجح الشباب في تونس ومصر ، فما الذي يمنع الشباب اليمني والليبي ومؤخراً ، السوري ، من تكرار نجاحات نظرائهم في تونس ومصر ؟
وللحديث بقية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق