أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 5 يوليو 2012

من منكم لا يحب الحياة ؟!



  سؤال قد يبدو غريباً للوهلة الأولى .. فلا أظن أحداً منكم يمكنه الاجابة وأنه لا يحب الحياة ، لسبب بسيط هو أن الله جلت قدرته  لم يخلق الإنسان لكي يكره الحياة ويعيش في يأس وبلا أمل.. ألست معي في هذه الحقيقة ؟

   نعم هناك من الأمور ما تدعو المرء أحياناً إلى كره الحياة بشكل غير طبيعي، كتوالي الأحزان والصعاب والهموم وغيرها من منغصات العيش ، ولكن مع ذلك وحول هذا المعنى يختلف كثيرون، بل صار هذا الأمر موضوعاً قابلاً للجدل والنقاش. فهل هناك من يكره الحياة؟
أستطيع القول بأن هناك فعلاً من يكرهها كره الخارج من النار أن يُقذف فيها مرة أخرى !! مثلما أيضاً هناك من يحبها حباً جماً، لكن هناك فريق ثالث لا يحب ولا يكره، باعتبار أن الأمر نسبي ومتغير تبعاً لظروف الزمان والمكان.

   قد تحب الحياة اليوم مثلاً لأنك حققت هدفاً عملت عليه فترة من الزمن، وبدأت تشعر بنتائج النجاح والانجاز ، فترى كل ما حولك بمنظار الناجح المنجز والمتفائل، وبالتالي سيكون طبيعياً جداً أن ذاك الشعور الايجابي سيؤثر على نظرتك للحياة ، من حيث حبك أو كرهك لها ..


  لكن تبدأ وتكره الحياة حين لا تحقق ما ترجوه أو حين تخفق في أمر ما، وتجد نفسك أيضاً محاصرا أمام العديد من الصعوبات لا تجعلك تتقدم كثيراً في مشروع حياتي ما، فتنعكس تلك المشاعر الكئيبة بالضرورة على نظرتك لحياتك أو للحياة بشكل عام، فتبدأ باستشعار بعض الكراهية لها، وقد تقل أو تزداد بحسب ما حولك من عناصر مادية وبشرية مساعدة .. 

  يبدو لي أن الأمر الوسط والمقبول ها هنا ، والذي أدعو إليه دائماً في كل مناسبة ، هو ألا نكون ضحايا الظروف، بحيث تكون هي المؤثرة في كيفية التفكير وكيفية الاستشعار والنظر إلى الحياة بشكل عام ..  لو أنك تدبرت ما حولك وكل ما يحدث لك، لتأكدت أن الأمر كله مرتبط بالكيفية التي تتعامل معها ، بحيث يمكنك أن تحب الحياة إن أردت ويحدث العكس كذلك إن أردت. المسألة بالطبع ليست سهلة ولكن أيضاً ليست بالصعوبة التي تجعلك تنظر إلى الحياة بنظرة اليائس المتشائم وفاقد الأمل..

  يجب أن تدرك يقيناً أن كل ما يحدث لك في هذه الحياة الدنيا إنما هي اختبارات تتراوح في سهولتها وصعوبتها بحسب يقين وإيمان كل شخص ، وأن الهدف الأسمى من كل تلك الاختبارات هي لتحديد موقعك ومركزك للحياة الأخروية الحقيقية، التي نسعى إليها ولكن دون أن ننسى نصيبنا من هذه الحياة الدنيا أيضاً.

  

ليست هناك تعليقات: