سؤال قد يبدو غريباً للوهلة الأولى .. فلا أظن أحداً منكم يمكنه الاجابة وأنه لا يحب الحياة ، لسبب بسيط هو أن الله جلت قدرته لم يخلق الإنسان لكي يكره الحياة ويعيش في يأس وبلا أمل.. ألست معي في هذه الحقيقة ؟
نعم هناك من الأمور ما تدعو المرء أحياناً إلى كره الحياة بشكل غير طبيعي، كتوالي الأحزان والصعاب والهموم وغيرها من منغصات العيش ، ولكن مع ذلك وحول هذا المعنى يختلف كثيرون، بل صار هذا الأمر موضوعاً قابلاً للجدل والنقاش. فهل هناك من يكره الحياة؟
أستطيع القول بأن هناك فعلاً من يكرهها كره الخارج من النار أن يُقذف فيها مرة أخرى !! مثلما أيضاً هناك من يحبها حباً جماً، لكن هناك فريق ثالث لا يحب ولا يكره، باعتبار أن الأمر نسبي ومتغير تبعاً لظروف الزمان والمكان.
قد تحب الحياة اليوم مثلاً لأنك حققت هدفاً عملت عليه فترة من الزمن، وبدأت تشعر بنتائج النجاح والانجاز ، فترى كل ما حولك بمنظار الناجح المنجز والمتفائل، وبالتالي سيكون طبيعياً جداً أن ذاك الشعور الايجابي سيؤثر على نظرتك للحياة ، من حيث حبك أو كرهك لها ..

يبدو لي أن الأمر الوسط والمقبول ها هنا ، والذي أدعو إليه دائماً في كل مناسبة ، هو ألا نكون ضحايا الظروف، بحيث تكون هي المؤثرة في كيفية التفكير وكيفية الاستشعار والنظر إلى الحياة بشكل عام .. لو أنك تدبرت ما حولك وكل ما يحدث لك، لتأكدت أن الأمر كله مرتبط بالكيفية التي تتعامل معها ، بحيث يمكنك أن تحب الحياة إن أردت ويحدث العكس كذلك إن أردت. المسألة بالطبع ليست سهلة ولكن أيضاً ليست بالصعوبة التي تجعلك تنظر إلى الحياة بنظرة اليائس المتشائم وفاقد الأمل..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق