
ربما كان مقبولاً منح امتياز الفيتو لتلك الدول
الخمس لدى نسبة لا بأس بها من الدول في تلك الفترة وما بعدها بسنوات، ولكن مع سقوط
الإمبراطورية الشيوعية المتمثلة حينذاك في الاتحاد السوفيتي، وانحسار الشمس سريعاً
عن بريطانيا العظمى وكذلك عن جارتها فرنسا، وصعود قوى دولية جديدة، صار لها لها تأثيرها الواضح والقوي على الأحداث
العالمية، كل ذلك أثار الانتباه في العالم مجدداً إلى هذا الامتياز غير المنطقي، وغير العادل الممنوح لأولئك
الخمس.
الرئيس التركي أثار هذه المسألة عدة مرات، حتى
صار شعاراً يرفعه وينطق به ويدعو إليه في كل محفل دولي. نعم العالم اليوم صار أكبر
من تلك الخمس، أو على أقل تقدير أكبر من بريطانيا وفرنسا وروسيا، باعتبار أن ما
كان يميز هذه الدول الثلاث، صارت أخريات اليوم تتميز بها وربما أكبر وأقوى، سواء
كانت على مستوى القوة الاقتصادية أم العسكرية أم البشرية أم غيرها من قوى.

إن هذا الامتياز غير السوي، أضاع حقوقاً لدول وبشر،
وأعان ظلمة ومجرمي حروب وآكلي لحوم بشر، ومن الأسباب الرئيسية للظلم الحاصل في
العالم، والفساد المنتشر. وإن مثل دعوة أردوغان لابد وأن تلقى تأييداً وترويجاً في
العالم كله، تتبناه الحكومات المتضررة ومنظمات حقوق البشر وكافة الهيئات المعنية
بمصلحة الإنسان.. مانحين أنفسنا أملاً في تغيير قادم بإذن الله، باعتبار أن دوام
الحال من المحال تعززه الآية الكريمة ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق