كثيرون في
عالم " تويتر" ساءهم ما جرى من استغفالٍ لأصحاب القلوب الرحيمة الطيبة
والمحبة للخير ، وقصة الفتاة سارة المصابة بالسرطان- عافاها الله وجميع مرضانا
ومرضاكم - وكيف أنه تم استغلال مرض الفتاة الحقيقية التي لم يعرفها الناس إلا من
خلال الصوت فقط ، ولكن بعض المجرمين ، استخدموا صورة لفتاة أخرى أجنبية تشابهت مع
سارة في المرض - عافاها الله - لأجل استدرار العواطف وسرقة أموال التبرعات إلى آخر
القصة ..
في سبيل المال قد يبذل البعض كل وسيلة ممكنة ، مسترشدين بمبدأ ميكيافيللي الذي قال فيه بأن الغاية تبرر الوسيلة .. فالمقادير والاعتبارات والقيم مختلطة عند أولئك ، لا يخشون حراماً ولا يحترمون أخلاقا، وللأسف أن النوعيات هذه في تكاثر مستمر وفي مستويات مختلفة ، فالفكرة هي نفسها ، السرقة ، لا شيء غيرها .
بالمثل يمكن أن نطلق على نوع من العلاقات تقوم بين البشر ، يهدف أحدهما من بناء العلاقة إلى اعتبارها فرصة للتكسب وفي ذهنه مشروع استغلال مستقبلي قادم عما قريب، فلا تبدأ العلاقة إلا ويبدأ الطرف القبيح بالبدء في إجراءات الاستغلال من الطرف الطيب ، ويكون عادة على شكل طلبات خفيفة مغلفة بطبقة من الحياء ، كي يشيع جواً من الشفقة والرأفة والرغبة في الخير ، فتنتهي الخطوة الأولى عادة بنجاح ، ثم تتبعها خطوات قادمة وإن كانت عادة لا تزيد عن ثانية وثالثة ، ذلك أن المستغل لا يرغب الاستمرار طويلاً لكي لا ينكشف ، بل يريد انهاء مهمته بضربة قاضية في الجولة الثانية أو الثالثة !!
لك أن تتصور المشاهد والمآسي التي تحدث بعد الضربات القاضية .. إنها للأسف ربما تكون قاصمة للظهر أو ربما مانعة لنشر الخير بصدر رحب وطيبة نفس .. وربما دفعت البعض إلى التأني والتريث حين يسمعون قوله تعالى:" .. وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا .. " يقولون لك: لن نتعارف سريعاً وفي أذهانهم مشاهد مؤلمة سابقة ! نعم ، هناك استغلال بشع للقلوب الطيبة المحبة للخير، يقوم بها البعض على شكل بناء علاقات مع الطيبين ، لا لأجل علاقة أخوية في الله ، بل لتكون العلاقة جسراً لاستغلال قريب قادم .. وهذا ما يدعونا الى التساؤل: أليس لمثل هذه الأفعال غير الإنسانية حدود؟ ألا يجب وضع حد لهذا الاستغلال البشع أو لمثل هذه العلاقات غير الإنسانية، إن صح وجاز لنا التعبير؟ نعم ، أجد أهمية وضرورة بالغة لايجاد حد معين ووقف لذاك الانتهاز والاستغلال البشع لطيبة القلوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق