كلنا يحلم وهو نائم ، ولكن
ليس كلنا يحلم وهو يقظ . النوع الأول لا إرادي
ولا نتحكم فيه . أحلام النوم ليست لنا سيطرة عليها ، فقد تكون أضغاثاً من الشيطان أو
رؤى واضحة من الله . لكن النوع الثاني وهو حلم اليقظة ، أو الذي يحدث والمـرء منا
يشعر به وكذلك بما حوله ، هو النوع الذي أدعـو إليه اليوم .
لماذا أدعو إلى أحلام ولا أدعو إلى وقائع . أليس
الواقع أجدى وأفضل من الحلم . أليس الحلم هو هروب وجبن ، فيما مواجهة الواقع شعور
بالمسؤولية ونوع من الشجاعة ؟ ألسنا نعيش واقعاً وحياة مُعاشاً ، فلم إذن الأحلام
والخيالات ؟
كل تلك الأسئلة واقعية
وصادقة ولكن أليست أحلام اليوم هي حقائق الغد ؟ أليست الاستراتيجيات الكبيرة تبدأ
من أحلام صغيرة ؟ أليست الإمبراطوريات الكبيرة ظهرت بناء على أحلام صغيرة من قادة
معينين في وقت معين من التاريخ ؟ أليس الثراء والغنى وامتلاك المال والجاه يبدأ من
خاطرة ثم فكرة ثم مجموعة أحلام ، لتتحول بعدها إلى خطط ووسائل وآليات تنفيذية حتى
تصير واقعاً متجسداً ؟
ما الحكاية إذن ؟
أحلام اليقظة مهمة جداً في عالم اليوم ، حيث الحياة ذات الوتيرة
السريعة ، والتي نشأت عنها ضغوطات رهيبة ، تجعل المرء منا يتوق شوقاً لأوقات
الفراغ أو يجبر نفسه على أن يستقطع بعض الوقت من حياته المضغوطة ليهـرب من واقعه
ويعيش واقعاً آخرا ، ليس لشيء سوى رغبة في استعادة نشاط أو تفريغ طاقات وشحنات ، أو
تخطيط هادئ ودون ضغوطات ، لأهداف يحلم
فيها ويرغب تحقيقها ..
أحلام اليقظة مفيدة
وفاعلة لو استطاع أحدنا الاستفادة منها واستثمارها فيما يعود عليه بالنفع . والسؤال
: كيف استفيد منها أو استثمـرها بشكل ايجابي ؟ إليك الجواب .. النقطة الأهم في
الموضوع وحتى تستفيد من أحلام اليقظة ألا تعتاد عليها وتدمنها ، بحيث تكون وسيلة
هروب كلما واجهتك مشكلة . لا ليس هكذا تستفيد من حلم اليقظة . إذن لا تعتاد عليها
، بل اجعلها وسيلة من وسائلك الكثيرة المتعددة
للتخطيط أو الاسترخاء . ثم حاول أن تكمل الحلم بشكل تام وصحيح إن بدأت به ،
ولابد أن يكون في جو هادئ لا ضجيج ولا صخب
.
جرب وعش أحلام اليقظة
ولكن دون إسراف ، وحاول أن تعيش عالماً تحلم به وتخطط الوصول إليه ، وانظر كيف
تذهب إلى ذاك العالم وكيف تدير أمورك فيه ، وأطلق العنان لخيالك وعقلك ولا تقيدهما
أبداً ، ثم ارجع وحلل ما حلمت به وأنت يقظ غير نائم .. ستجد الأمور مذهلة في ذاك العالم والأكثر روعة أن بإمكانك
الاستفادة من الحلم بوضع النقاط على الحروف ، والبدء في التخطيط وتجسيد الحلم إلى
واقع .. جرب مع أبسط الأمور ثم تدرج إلى الأصعب والأعقد .. ستجد أن عقلاً هائلاً رهيباً
تملكه ولا تستخدمه .. أليس كذلك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق