الإجرام الصهيوني المتواصل لا
يبدو في الأفق ما يشير الى توقفه سريعاً ، إما بسبب عناد اختلط بدم قيادات الحكومة
الحالية المجرمة ، أو بسبب ما يحصل من دعم مباشر أو غير مباشر من بعض القوى العربية
والغربية على حد سواء .
مسلسل الاندهاش العالمي مستمر خلال هذه
الاعتداءات التي ما تحصد سوى الأطفال والنساء وهم النسبة الغالبة ، وكأنما الحرب
هذه ، كما جاء في تقرير تلفزيوني للقناة البريطانية الرابعة ، حرباً على الأطفال ،
في سابقة غير معهودة في تاريخ الحروب، سوى الفايكنج الهمج والتتار الأكثر همجية.
واضح جداً للقاصي والداني مدى التخبط وعمق
التورط الذي عليه الكيان الصهيوني ، وإلا ما استمر في إهلاك الحرث والنسل ، في
مخالفة واضحة جداً للأهداف المعلنة قبل الحرب ، وأنها لتدمير الأنفاق وقتل أو
اعتقال المقاومين من حماس .. فلا هم اعتقلوا ولا قتلوا العدو الحقيقي لهم ، بل حصل
استعراض لعضلاتهم الحديدية النارية على الخوالف من النساء والأطفال والعجائز .
إننا نقاتل عدواً شرساً كما يُقال في الكيان
الغاصب ، ومنهم من يقول بأنهم يقاتلون أشباحاً .. هلك وفطس المئات منهم ، من العسكريين بالطبع ، وربما
لم يقع هذا العدد من ذي قبل في حروبهم السابقة مع الجيوش العربية ، كما يقولون هم وإن كانوا من الكاذبين .. كل هذا حدث وما يزال
يحدث ، والقوة الحديدية ما زالت على تخوم غزة وعلى الحدود لا تتجرأ التوغل للداخل الغزاوي
، رغم قوة وبأس الحديد والنار التي يمتلكونها.
لقد أصبحت المقاومة الفلسطينية في وضع لا أحد
يحسدهم عليها ، فهم يدافعون من جهة ويقتلون في عدو بلا أخلاق حربية ولا نُبل
المقاتلين ، ومن جهة أخرى يحاولون ضبط الصف الداخلي من الانقسام ، خاصة بعدما تبين
الى اليوم هشاشة موقف السلطة من الحرب ، رغم غليان الضفة الغربية ، ومن جهة ثالثة
يواجه المقاتلون الفلسطينيون عدواً آخر لا يقل " انحطاطاً ونذالة " عن
الصهاينة ، والمتمثل في قوى عربية رسمية وأخرى فردية متصهينة ، تبث الوهن في الأمة
وتشكك في الثوابت وغيرها من أفعال وأقوال هي في عُرف الشعوب وقت الحروب ، خيانة
تجب القصاص.
الحرب الإعلامية معركة لا تقل أهمية عن معارك
الميادين مع هذا العدو الغاصب ومن يقف معه من المتصهينين العرب ، رسميين أو
أفراداً وبعض مؤسسات أو ما شابه .. وعلى ذلك ، لابد أن ينشط كل من يمتلك المهارة الإعلامية في شتى
مجالاتها وأنواعها ومنصاتها وميادينها في الدفاع عن غزة ، وكشف هذا العدو الغاصب
أمام العالم بكل لغاته ، إضافة الى كشف المتصهينين العرب ، فهؤلاء لابد من لجمهم
والقصاص منهم بصورة وأخرى ، فالخلايا السرطانية أو الأورام الخبيثة المتعمقة كما
يقول الأطباء ، لا علاج لها سوى البتر من الجسد ، رغبة في الحفاظ على بقية هذا
الجسد المتألم في الأساس ..
حمى الله غزة ومن فيها ويدافع عنها ، ونصرهم
على عدوهم وصديق عدوهم وكل من عاونهم ووقف معهم .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق