أحسب أن الأضواء بدأت تتجه بشكل سريع صوب بنغازي وبقية أنحاء ليبيا .. فيعد سقوط اللات والعزى في تونس ومصر ، جاء دور مناة الثالثة الأخرى وأحسب أن هذا الصنم كما الأحداث تعبر عن نفسها ، سيكون في ليبيا .
ولا أظنه في اليمن وغيره ، بل ليبيا ، ولأن طبيعة الثورة الليبية لا تختلف عن نظيراتها في تونس ومصر .. الأمر شبيه ، عكس ما هو في اليمن مثلاً أو البحرين وهما الدولتان المحتقنتان حالياً ، أو الدولتان مع ليبيا على المسرح العربي المثير .
إن دور البطولة راح على الفور صوب ليبيا على هذا المسرح ، وأظن أن درجة الحرارة هناك ترتفع سريعاً ، ولابد أن بخار الماء الصاعد من القدر الليبي الذي يغلي ، سيدفع توربينات شعبية كثيرة في أنحاء وأرجاء ليبيا المختار ، للتحرك وانتاج طاقة كهربائية ستضيء ليبيا قريباً ، بإذن الله ..
وما سيدفع الثورة الليبية لتحتل قائمة الاهتمام العالمي هو ذاك العنف وذاك التعامل الدموي الرهيب من قبل النظام مع الثورة ، فاق ما كان في بدايات الثورة التونسية والمصرية .. لكن يبدو أنه لا خيار أمام أحفاد المختار سوى الاستمرار ، فالعودة الآن سيعني مذبحة مؤكدة وبصور شتى ..
ويبدو أن العقيد على ثلاثة أمور .. إما أنه لم يستوعب بعد ما حدث في تونس ومصر ، أو أنه لا يريد أن يستوعب أو يقتنع ، أو أنه اختار أمراً شنيعاً لم يدر بخلد بن علي أو مبارك ، وهو أن يسير على درب نيرون . يريد أن يحرق ويهلك الحرث والنسل قبل أن يخرج أو يزول من على الخارطة السياسية قبل الجغرافية والحياتية بشكل عام .
هذا التعامل الدموي وهذا المنطق في التعامل مع الثورة ، لابد أن يدفع بنا جميعاً للوقوف بوجه هذا الظلم ، كلٌ حسب إمكاناته ووسائله .
وأرى أن إعادة سيرة المختار وتذكير هذا الجيل أو شباب الثورة بالشيخ عمر المختار ، سيكون له الأثر المعنوي الدافع .
ندعو الله أن يكتب النجاح والفلاح للثورة الليبية وأن يحفظ هذا الشعب العظيم الذي يستحق حياة ومكانة أفضل مما عليه الآن .. والأمل بالله كبير في انه سيتحقق ، وسننتظر جميعاً ونأمل أن يكسر الليبيون الرقم القياسي في مشاريع إزاحة الأصنام والمسجلة بإسم الثورة المصرية حالياً .. فهل ستنتصر الثورة الليبية في أقل من 18 يوماً ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق