ما يقوم به الصهاينة في غزة الصامدة منذ أكثر
من عشرة أيام ، إنما دلائل يومية على همجية ووحشية هذه الدولة التي لا يختلف
كثيرون عليها ، سوى اللهم بعض من على شاكلتهم في الصهينة الفكرية ، عرباً كانوا أم
أجانب .. آخر همجيتهم ، تلك المذبحة التي ارتكبها الجبناء بالأمس ، ضد نساء وعجائز
وأطفال حي الشجاعية الفقير ، بعد أن جن جنونهم وهم يفقدون الواحد تلو الآخر من
جنودهم وضباطهم على أيدي كتائب القسام ، وبشكل لم يسبق لهم أن فقدوا مثل هذه
الأعداد في حروبهم السابقة ..
أردوغان أصاب في وصف هذه الدولة بدقة وقال بأن :" الإسرائيليين ليس لهم ضمير أو شرف أو نخوة.. أولئك الذين ينددون
بهتلر ليلاً ونهاراً تخطوا هتلر في الهمجية " .هذا هو
الوصف القرآني الدقيق لهؤلاء ، فهم لا عهد لهم ولا ذمة ، ولا يحترمون عهوداً أو مواثيق ، وهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا ..
فليس مستغرباً منهم بالطبع كل تلك الهمجيات ، التي يحرصون على أن يظهروا للعالم على
العكس من تلك الصورة .
العدوان
الحالي على غزة زاد في فضح الدولة الصهيونية ، وكشفها أمام العالم ، الذي لا أظن ولا
أتوقع أنه سيتحرك سريعاً ، ولا يهمنا هذا بقدر ما يهمنا أولاً أن يتحرك الداخل
العربي وعلى المستوى الشعبي بالدرجة الأولى ، قبل المستوى الرسمي ، فإن ما يبثه
صهاينة العرب في الوجدان الشعبي العربي من السموم والمشوهات من الصور ، الكثير
الكثير ، وما لم تتحرك جهة مضادة لتصفية الذهن الشعبي العربي من تلك السموم والصور
المشوهة لمعاني المقاومة ومعاني الاحتلال ، فأظن أن العدو الصهيوني سيستمر في غيه
وعدوانه .
لهذا ،
أجد أن البدء بتوعية وتنبيه وتنقية الوعي الشعبي العربي ، ومن ثم الانتقال
التدريجي نحو الرسمي فالإقليمي ثم الوصول إلى العالمية ، من المهام المطلوبة الآن عند
كل من لديه الإمكانية والقدرة في أداء جزء من تلك المهام ، من بعد أن شعرنا
باقتراب المقاومة في غزة لتحقيق نوع من توازن الرعب العسكري مع العدو، ولاعتقادنا بأن
المعركة ليست عسكرية فحسب ، بل إعلامية ، نفسية ، اقتصادية ، تربوية وغيرها
مجالات.
لعل من
أبرز المهام المستعجلة حالياً تكمن في محاصرة الفكر المتصهين بالداخل العربي ،
والفكر المثبط المشكك في الثوابت ، والذي يقوم عليه ثلة من إعلاميين وصحافيين
ورموز دينية وسياسية ، ينتشرون كالجراثيم المعدية من المحيط إلى الخليج .. وكلما
تم محاصرتهم وبيان زيفهم ، كلما صمد الصف الداخلي وتوحد ، واتجهت الجهود إلى المرحلة
التالية المتمثلة بالضغط على الحكومات ، وهكذا وصولاً إلى المؤسسات والهيئات
والدول الفاعلة في القرارات الأممية ..
الرحلة
طويلة شاقة وليست يسيرة ، لكنها في كل الأحوال ليست مستحيلة . هذا العدوان
الصهيوني الهمجي الحالي ، فرصة لابد من استثمارها في المعركة الأطول معه ، معركة
نحو إنهائه أو إزالة هذا الورم السرطاني الخبيث في جسد الأمة .. وما ذلك على الله
بعزيز.
هناك تعليق واحد:
الله ينصرهم ويثبت اقدامهم.
النصر قادم لا محالة بحول الله.
اسماعيل الشكري
إرسال تعليق