ما إن تقترب الانتخابات الأمريكية حتى تتعطل
مصالح كثيرة في العالم بسببها ، لأن " بشوات" أمريكا يكونون منهمكين في الانتخابات ، وكل مرشح
، بما فيهم الرئيس الذي يكون في فترته الأولى ، منشغل بحملته الدعائية ، سواء على المستوى
الداخلي أو الخارجي .. والأمر لا يختلف كثيراً مع الانتخابات الإسرائيلية ، التي
يبحث المرشحون عن كل ما يدعم حملاتهم الدعائية ولو كان هذا الدعم على شكل دم غال
يُراق بصورة وأخرى ، وهذا ما يجري بشكل اعتدناه كثيراً ، وآخره بالأمس في حادثة
اغتيال الشهيد أحمد الجعبري .
الجعـبري لمن لم يسمع عنه من قبل ، هو مهندس
عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي شاليط ، وهو من أخفاه عن أقوى أجهزة الاستخبارات
في العالم ، الموساد والسي آي إيه ومن عمل معهما ، لفترة طويلة ، وهو من فاوض
الإسرائيليين وإن لم يكن بشكل مباشر . لكنه بفضل الله استطاع فك أسر ألف فلسطيني
من سجون الاحتلال مقابل ذاك الجندي ، وهو انجاز كبير يُحسب للشهيد ، وإخفاق ما
بعده إخفاق للجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي بل صورة الدولة الإسرائيلية التي لا
تُهزم ولا تُقهر .

وحصل ما تم التخطيط له طويلاً .. وتم اغتيال
الشهيد أحمد سعيد الجعبري وهو في سيارة مسرعة ، بمدينة مزدحمة مثل غزة بواسطة
صاروخ جاء من السماء ! صاروخ عرف طريقه وبكل دقة ، ليس لذكاء الصاروخ أو من أطلقه
أو من يدير طائرات الاستطلاع التجسسية، ولكن لوجود عنصر آخر في العملية كلها ،
وهذا العنصر هو من اغتال الجعبري وبكل برودة دم !
ما كان ليحققق الإسرائيليون رغبتهم تلك لولا
هذا العنصر المتمثل في شخص ، لابد أنه عربي فلسطيني ، وفي لحظات معينة ، باع دينه وقوميته ووطنه
وضميره من أجل حفنة دولارات خضر قد تسمنه في دنياه ، لكن وخزات وعذابات الضمير
ستلاحقه إلى الدقيقة الأخيرة من عمره ..

نعم ، حصل وتحقق مراد الإسرائيليين عصر الأربعاء ، آخر
يوم في عام 1433 للهجرة ، الموافق للرابع عشر من شهر نوفمبر 2012 للميلاد..
واستشهد " رئيس أركان حماس " ،
أو كما تقول إسرائيل عن الشهيد الجعبري .. استشهد الرجل الذي أوجعهم كثيراً ، وصار هماً وقلقاً لا يُطاق ..

ابحث عن العملاء والخونة الذين
يتحركون ويتنفسون هواء غزة .. لولا هؤلاء الخونة ، ما راح عياش والمبحوح والجعبري
وغيرهم كثير .. فهل يتم التنبه إلى ملف الخونة والعملاء مرة أخرى ، ويتم التعامل
معهم بما يستحقون كما كان من ذي قبل ، أم يتم تركهم يعيثون في الأرض فساداً فوق
فساد الاحتلال ؟ الأمر عند حماس ومن عنده مشاريع مقاومة الاحتلال ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق