السحر له فنون وأساليب .. والساحر يؤثر كثيراً في النفوس . له قدرة عجيبة على التأثير دون التأثر في غالب الأحوال..ترى الناس تنجذب إليه تلقائياً بمجرد أول لقاء وسماع بعض كلماتٍ مؤثرات رائعات تدخل تجاويف القلب وتتغلغل فيها وتستقر وتبدأ في التأثير الفوري في نفس صاحبه ..
ونحن نسمع وندرك هذا الحاصل من الساحر تجاه الآخرين ، لابد أن أحدنا يتطلع أو ربما يفكر في أن يكون ساحراً أيضاً .. فمن منا لا يرغب أن يكون له التأثير الساحر في الآخرين ، يؤثر فيهم ويكسب إعجابهم بقليل من الكلمات وبعض إشارات من جسمه أو ما نسميه بلغة الجسد ؟
من المؤكد أن غالبيتنا أو لنكن أكثر دقة ، كلنا يريد أن يكون ساحراً .. لكن ما السبيل إلى ذلك ؟ لا أقول بالطبع لنذهب إلى هاروت وماروت أو إلى مناطق السحرة المعروفة هنا وهناك .. لا ، ليس هذا الذي أعنيه . وكلكم قد أدرك منذ البدايات أن ما أعنيه هو ذاك السحر المتمثل في جاذبية الشخص ، وقدرته على كسب الإعجاب وجذب الآخرين إليه في أول لقاء ومن كلمات قليلة أولى ..
كلنا مر بمواقف مع أشخاص وفي لقاءات عامة أو خاصة ، وشعر أحدنا بأن الشخص الذي أمامه أشبه بساحر ، له قدرة على لفت الأنظار بل والإعجاب الفوري بشخصيته . إن أولئك السحرة المهرة في جذب القلوب ، حباهم الله بجاذبية فطرية ، ولهم قبول عند الآخرين . لكن هل يعني هذا أن المسألة فطرية بحتة ؟
لا يمكن إنكار المسألة الفطرية ، لكن مع ذلك فالأمر ممكن اكتسابه عبر مهارات ومواصفات يمكن معرفتها ، وبالتالي التدرب عليها إلى حد الإتقان وثم الاستمتاع بنتائج اكتساب تلك المهارات ، والتي تتمثل في كسب القلوب قبل الأذهان والأبدان ، فإن غاية كل منا أن يكون محبوباً ومقبولاً من الآخرين ، أو هكذا الفطرة الإنسانية السليمة ، وهل هناك من يرغب في غير ذلك ؟
الآن تنشط مراكز وشركات ومدربين في العالم كله في مسألة تدريب الناس على كيفية الاتصال بالآخرين والتعامل مع الناس . وما دورات الاتيكيت أو التفاوض أو الإنصات وغيرها ، إلا جزءاَ يسيراً يسعى العاملون فيها إلى تحقيق هذا المفهوم .. فهل تعد نفسك من الآن لتكون ساحراً في كسب القلوب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق