من هذا المنطلق ، علينا ونحن نتعامل مع الغير
في حياتنا اليومية ، أن نراعي أمزجة الآخرين، فلا نكون من عوامل استمرار التكدر في
أمزجتهم، بل العكس من ذلك، وهو أن نكون عوناً لهم من أجل التخلص الهادئ التدريجي
من المزاج المتكدر، عبر اللطافة والحنان والرقة في التعامل، حذرين في الألفاظ
والكلمات، لا نحمّلهم أعباءً أو هموماً فوق ما هم عليه في حالتهم تلك.
إننا
بتلك الطريقة الإنسانية الراقية والرائعة سنبقي على صلاتنا قوية بهم ، ونجنبهم
الدخول في مواقف الاعتذار والإحراج ، التي قد يدخلونها لو أننا لم نتفهم كيفية
التعامل معهم أثناء تكدر أمزجتهم ، كأن يتطاول أحدهم علينا بلفظ أو فعل ، ثم تراه
وقد ندم أشد الندم على ذلك، فيأتيك محرجاً يطلب المعذرة؛ لأن ذاك الفعل صدر منه تجاهك
بسبب مزاجه المتعكر حينها.
من المهم والحديث مستمر عن
تكدر المزاج ، أننا لو دخلنا في تلك الحالة ، أن نحرص قدر المستطاع على عدم اتخاذ قرارات أو القيام بأعمال
تتطلب صفاء الذهن ، فإن أي قرارات أو خطوات تتخذ في تلك الأثناء سيندم المرء عليها
بدرجة وأخرى بعد أن تهدأ الأمور وتعود إلى طبيعتها ؛ بسبب أن تلك القرارات تكون عادة
غير مكتملة بسبب التسرع ، وبالتالي عدم التوفيق في النتائج النهائية.
هكذا هو الإنسان.. مجموعة من
الكيميائيات والمزاجيات المتقلبة. ولأنه كذلك، تراه غير مستقر، لا في قراراته ولا
عواطفه أو حتى تفكيره.. ولهذا ، كلما اتسعت الصدور واتسعت مساحات التسامح والتماس
الأعذار للآخرين الى سبعين عذر ، كلما قلّت نسبة المشكلات والخلافات البينية ، وهذه
حقيقة لا بد أن نتنبه لها ونحن نعيش في مدرسة الحياة العظيمة ..