زميل عزيز ً فشل في تجربة عاطفية أو قصة حب إن صح التعبير ، مع إنسانة أحبَّها كثيراً.. وكانت نتيجة الفشل أن قرر عدم تكرار التجربة مرة أخرى مع أي امرأة ، مهما تكن الأحوال ، فقد رأى أن التي أحبها لن تتكرر مرة أخرى في حياته، وأنه بدلاً من إعادة المحاولة أو التجربة واحتمالية تكرار الفشل، فقد قرَّر الانخراط في أمور وشؤون حياتية أخرى.. وهكذا زميلي يعيش ، لكن هل يعيش سعيداً؟ هل ما قام به هو الصواب؟ هل تعتقدون أنه قادر على الاستمرار هكذا كما قرر ولأمد من الدهر طويل؟
إنَّ أي أحد منا في هذه الحياة مُعرّضٌ للفشل مثلما النجاح، وللحزن مثلما الفرح وهكذا مع أضداد الحياة. وكل حالة لها مشاعرها وأحاسيسها الخاصة. النجاح له مشاعره مثلما الفشل، وكذلك الحزن والفرح، الصبر والغضب، الجوع والشبع، الصحة والمرض، إلى ما شاء الله من قائمة طويلة لا تنتهي.
كل حالة تتطلب أن نعيشها بتلقائية من دون تكلّف، ونتفاعل مع ما ينتج عنها من مشاعر وأحاسيس بشكل لا إفراط فيه ولا تفريط. ومعنى هذا ألا نحاول الوقوف أمام المشاعر وهي تتفاعل ونكبتها ونقوم بعمل الضد أو العكس معها.. إنه الخطأ ذاته لو قام أحدنا بذلك، لأنه ضد عمليات حيوية تنشأ داخل الجسم في العقل والقلب، وأية معاكسة لتلك العمليات من شأنها إحداث تأثيرات سلبية غير محبذة فيكون الخاسر هو هذا الجسم الذي يحوي كل تلك الأجهزة وكل تلك المشاعر والأحاسيس.
إن فشلت في تجربة حب مثلاً، فلن يمنعك مانع من تكرارها، وإن فشلت في زواج، فلا شيء يمنع من الزواج مرة أخرى، وإن فشلت في مشروع ما، فلا شيء يجبرك على التوقف وعدم التكرار. بل الأصل أن تحاول فتحاول ثم حاول حتى تنجح .. نعم قد تشعر بالأسى والحزن، ولكن حتى تشعر بالفرح والسرور لابد من المحاولة وإلا فكيف تحصل على تلك الأحاسيس المضادة للحزن والأسى؟
المسألة غاية في البساطة. كل الذي تحتاجه في هذا الأمر هو تكرار المحاولة وتنويع الأساليب والخطط ، وعدم اعتبار الإخفاق في محاولة أنك فشلت فيها ، بل اعتبر ذلك محاولة لم تصل إلى المطلوب بعد لأنك لم تستخدم الخطة المناسبة أو لم تتخذ الوسيلة المناسبة ، وعليك بالتالي مواصلة السير .. وهذا ما أدعو زميلي إليه وكل من هو أو هي على شاكلته..
نعم ، عش حياتك بتلقائية وعلى فطرتك ولا تعاند، لأنك لا تتعامل مع أي أحد بل مع نفسك التي هي أغلى ما عندك في هذه الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق