أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 17 يناير 2017

حياة بلا سكر

  حاول أن تتخيل حياتك بدون سكر، سواء الأبيض منه أو الأسمر.. ستجد الأمر صعباً، إن أردنا فهم حقيقة هذا الواقع الذي نعيشه. لماذا؟ لأن غالبية هذا الجيل والذي قبله، أو إن أردنا الدقة أكثر، خلال العقود الأربعة الأخيرة، لوجدنا أن هذه المادة البيضاء أو السمراء الحلوة، تخللت معظم طعامنا وشرابنا من حيث ندري أو لا ندري، ومن حيث رغبنا أم لم نرغب.
  
  التحلية قديماً كانت عبر التمر بأنواعه، أو الفواكه بأنواعها، بالإضافة الى العسل.. لكن منذ أن تطورت الصناعة، وشملت السكر، فقد تم استثمار هذا المنتج في صناعات غذائية كثيرة، إلى درجة أنك ما تشرب اليوم شراباً أو تأكل طعاماً إلا ووجدت السكر بتركيباته وأنواعه المختلفة، ضمن القيمة الغذائية للمشروب أو المأكول.
  
  حاول أن تحصر كل ما يدخل جوفك من شراب وغذاء، منذ أن تقوم من نومك وحتى ترجع إليه تارة أخرى. وحاول أن تصنف طعامك وشرابك خلال اليوم وتفرز منها الذي يحتوي على السكر من عدمه. ستجد النسبة الغالبة تحتوي على السكر، بدرجة وأخرى.. لكن أعود وأقول بأنه ليست المشكلة الآن في السكر، بقدر ما هي في الكمية التي نستهلكها. ذلك أن كل ما يشاع ويكتب ويروج عن السكر وخطورته وآثاره، ليس بسبب ذات السكر، ولكن في طريقة تعاملنا معه، وستقول: كيف؟
   
   السكر في الأصل غذاء، والجسم يحتاجه بكمية معينة، سواء كان على الشكل المنتج المعروف، بلونيه الأبيض أو البني، أو ذاك السكر الموجود في الفواكه والتمر والعسل.. ولا توجد أدلة علمية تثبت خطورة السكر كغذاء، ولكن الخطورة في الكمية المستهلكة. فالسكر كان يستخدم كدواء وعلاج منذ القدم، قبل أن يعرفه الإنسان ويحشره حشراً في صناعة الغذاء.
  
  الأمر بكل بساطة هكذا.. لا شيء أن تتناول السكر أو أي طعام وشراب يحتوي على أي نوع من السكر، ولكن بقدر.. لو أفرطت في الكمية وزدت عن الحد المطلوب، سيحول الجسم السكر الزائد لدهون، ثم تدخل في تعقيدات عالم السمنة واجهاد البنكرياس وصولاً الى الكوليسترول وتأثيراته على القلب وأجزائه، في قصة طويلة متتابعة، سببها الإفراط ليس إلا. وما ملأ ابن آدم وعاءً، شرٌ من بطنه، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

   

ليست هناك تعليقات: