حين تنهال عليك المشكلات والهموم والمخاوف المتنوعة، تجد نفسك وبشكل تلقائي تردد من أعماق قلبك قائلاً: حسبي الله ونعم الوكيل. إنك في تلك اللحظات الحاسمة الصادقة الخالصة، تعلنها صريحة واضحة، أنك في مأزق حقيقي ولا ملجأ لك سوى الله،
لا أحد سواه.
تقول حسبي الله، أي أن الله هو الكافي وهو المانع وهو الحافظ. هو سبحانه من
سيكفيك ما أهمّك وأتعبك، وسيخرجك من المأزق الذي أنت فيه، وسيهديك صراطاً
مستقيماً، ويفرج عنك.. لاحظ أن كل تلك المعاني تتجمع في قولتك حسبي الله ونعم
الوكيل، ومن توكل على الله في كل أعماله وخطواته، فهو حسبه.
لكن كثيرين في الوقت ذاته، ينسون في خضم المآزق
والملمات والمشكلات، تلكم العبارات الإيمانية، بل وسرعان ما يبدأ اليأس يدب
بالقلوب ويسيطر على النفوس. فتجد نفوساً تقترب نحو الانهيار، فيما أخرى تكون قد
انهارت فعلاً.
اليأس مشكلة كثيرين. فإن كانت البيئة المحيطة أحياناً تتحول إلى عامل تثبيط
وهدم، وتساعد على الإحباط واليأس، ولا تعين على تحفيز الهمم، ولا يجد المرء عوناً
ودافعاً على الاستمرار، أو استثارة للجانب الإيماني فيه، فهذا كله لا يجب أن يدعو
إلى اليأس مطلقاً، بل الأصل في مثل تلك الظروف، أن ينشط الإنسان أكثر فأكثر في
السير نحو الله، واللجوء إليه والتوكل عليه، وليس الفرار منه واللجوء إلى غيره، أو
الركون إلى اللاشيء، بانتظار أي شيء!
حاول وقت الأزمات وعظائم المشكلات، أن تكون من يدعم نفسه ويشجعها على المضي قدماً في طريق الأنبياء والمرسلين وعظام البشر، الذين كان الإقدام وعدم الركون إلى الفشل والاستسلام، منهجهم في
الحياة. فلو أن كل أولئك استسلموا، لما كان هناك دين أو فكرة جميلة أو اختراع طيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق