النعم ثلاثة.. هكذا قال الإمام ابن قيم الجوزية : نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها،
ونعمة هو فيها لا يشعر بها.. فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرّفه نعمته
الحاضرة وأعطاه من شكره قيداً يقيدها به، حتى لا تشرد، فإنها تشرد بالمعصية وتقيد
بالشكر.. ووفقه لعمل يستجلب به النعمة
المنتظرة وبصَّره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها ووفقه لاجتنابها. وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه، وعرفه
النعم التي هو فيها ولا يشعر بها..
أغلبنا في مسألة النعم
أنه ينتظر تلك الغائبة المنتظرة أو المرجوة ، وتراه دائم السؤال والبحث عنها ورجاء
الالتقاء بها سريعاً، وتجده ربما على النقيض من ذلك مع النعم الحاصلة له قد يشكرها
إلى حين ، ثم ينساها وينشغل بدنياه فتطغى على تفكيره فينسى شكر النعم الحاصلة له ،
لا بالقول ولا بالعمل .. الأسوأ من هذا كله ،
عدم استشعار البعض لأي وجود لكثير من نعم الله التي لا تُحصى . المرء منا ربما
لحرصه وتطلعه لنعمة يرجوها ودائم الدعاء لنيلها ، ينسى نعماً عظيمة حوله وفيه ولا
يشعر بها .
متى يشعر المرء بتلك
النعم المغيبة ؟ يشعر بها حين يفقدها والصحة أبرزها . من يشكر ربه دوماً على أنه
سليم معافى ، له قلب ينبض ورئتان تعملان وكلى وكبد وغيرها من أجهزة خافية عن
الأنظار، تعمل بهدوء وتناغم عجيب ؟
قليل منا من يفعل ذلك ، إذ لا نتنبه إلى أي جهاز من تلك الأجهزة إلا حين تصاب بخلل ما أو ألم يجذب الانتباه إليها ، فننسى حينها فقط الكثير الكثير ، فنبدأ التركيز الفوري على ما يحدث الآن لهذا الجهاز أو غيره .. وهكذا هو الإنسان ، ينسى وينسى وينسى .
قليل منا من يفعل ذلك ، إذ لا نتنبه إلى أي جهاز من تلك الأجهزة إلا حين تصاب بخلل ما أو ألم يجذب الانتباه إليها ، فننسى حينها فقط الكثير الكثير ، فنبدأ التركيز الفوري على ما يحدث الآن لهذا الجهاز أو غيره .. وهكذا هو الإنسان ، ينسى وينسى وينسى .
لئن شكرتم لأزيدنكم
.. معادلة دقيقة جداً تحتاج إلى من يستوعبها تمام الاستيعاب، ومن يصل إلى مرحلة
الاستيعاب التام لتلك المعادلة ، فلا شك أنه سينال النعم الثلاثة ، ولم لا ، وأنت
تتعامل مع رب كريم لا تنفد خزائنه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق