في معاجم اللغة، يتفرعن المرء إذا تمكن وتجبّر، فيصير
فرعوناً. والفرعون صار لقب يطلق على كل متكبر جبار عات. وما انتشر اللقب إلا من
بعد أن جاء ذكر فرعون في القرآن، وقصص جبروته وظلمه وتكبره على الناس، حتى أتاه
اليقين وهو يصارع الماء.
قد نقرأ
كثيراً في سيرة هذا الشخص، سواء في القرآن أو كتب التاريخ. وربما يستغرب البعض
للطريقة التي كان يعامل فرعون بها الناس، ولماذا اختار طريقته تلك في إدارة البلاد
والعباد، حيث القهر والتجبر، وصولاً إلى الزعم أو الرغبة في أن ينظر الناس إليه
على أنه ربهم الأعلى، وليس ملكاً أو حاكماً فقط.

أي إنسان منا عنده القابلية لأن يكون فرعوناً بدرجة وأخرى، لأن ما يدعو
الإنسان لسلوك هذا المسلك، والتصرف بالطريقة التي كان عليها فرعون، إنما لمجموعة
عوامل، إن توفرت كلها لدى الإنسان، فهو قاب قوسين أو أدنى من أن يكون فرعوناً، وإن
لم يصل إلى حد ادعاء الربوبية.
أهم تلك العوامل هي وفرة المال واستمرارها، وما ينتج عن تلك الوفرة المستمرة
من حيازة صلاحيات واسعة، مع بطانة سوء مستفيدة تزين الأمور والحاجيات، كعامل ثان.
مع ضعف شديد في الإيمان بالله كعامل ثالث آخر مهم.. كلها لو اجتمعت في شخص ما، فهو
مشروع فرعون جديد، سواء كان على شكل زعيم سياسي، أو قائد عسكري أو رئيس إداري، أو
وزير أو مدير أو غيرهم، وصولاً إلى أصغر المجتمعات وهو البيت، ليكون الفرعون على
شكل أب أو أم..
فلينتبه أي إنسان منا اجتمعت عنده
العوامل الثلاثة المذكورة وتعمقت، لأنه باجتماع تلك العوامل في خطر عظيم، لا يحتاج لكثير
شروحات وتفصيلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق