الأمم تفتخر بتاريخها ورجالاتها وحضارتها.. ولك أن
تطالع في كتب وتراث الأقوام والأمم السابقة والمعاصرة لترى كم هي الشخصيات مكرمة،
يحتفى بها بين الحين والآخر في مناسبة وأخرى، على عكس ما نراه ونسمعه في أمتنا،
وبشكل مريب أحياناً، وغير مفهوم البتة أحياناً أكثر.
إن ما يقوم به البعض من بني جلدتنا وللأسف، من
تطاول يصل إلى حد النيل والإساءة من قامات رفيعة وشخصيات عظيمة في هذه الأمة، إنما
هو ضمن دنيء العمل ووضيعه، مقارنة بما قدم أولئك العظام لأمتهم ودينهم، لاسيما
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المقام الأول، ومن ثم من أتى بعدهم من جيل
التابعين وقامات أخرى ظهرت بعد ذلك على مدار تاريخنا إلى يومنا الحالي ..
ليس
هناك أي مبرر لما يقوم به البعض من انتقادات يزعمون أنها ضمن إطار نقد الأعمال
وليس الشخوص والذوات، رغم أن الواقع يفيد بعدها تمام البعد عن النقد الهادف
الموضوعي، بل تستشعر منها على الفور روح الكراهية والانتقام والانتقاص، وكأن بينهم
وبين أولئك العظام من البشر علاقات تعامل، رغم الفارق الزمني الهائل بين الفريقين،
الأمر الذي لا يدع لك مجالاً لإحسان الظن بأولئك " الناقدين" ولو
قليلاً، بل تدفعك أعمالهم إلى كامل الريبة وعميق الشك فيما يقومون به.
هناك فرق بين أن تدرس أعمال أولئك العظام وترى بعض
الخلل أو الجوانب السلبية التي صاحبتها، وبين أن تطعن وتتطاول على ذواتهم، وهم من
وصفهم أكرم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، بالخيرية والأفضلية على الناس إلى يوم
الدين، ومنع التطاول عليهم كما في البخاري ومسلم:" لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد
ذهباً ما أدرك مُد أحدهم ولا نصيفه ".
جيل الصحابة لن يتكرر،
رغم أي سلبيات تكون قد ظهرت في أعمالهم، فهم بشر في نهاية الأمر، ولكن بشريتهم تلك
لا تعني أن يأتي كل من هب ودب من المتأخرين للطعن فيهم وسبهم وتجريحهم بحجة أنهم
بشر أو أنهم رجال ونحن رجال !! البون شاسع جداً، فإن أمثال أبي بكر وعمر عثمان
وعلي وأبي عبيدة وابن الوليد والزبير ومعاوية وغيرهم كثير كثير من الجيل الأول،
يكفيهم فخراً وعزاً، وشرفاً ومقاماً في الدينا قبل الاخرة، أنهم رجال تخرجوا من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم.. فمن أي المدارس تخرج المتأخرون الناقدون لكل ما هو جميل وراق في هذه الأمة ؟ هنا الفرق .. حيث لا يحتاج لكثير شروحات وتفصيلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق