الصورة من موقع moheet.com |
لأن اسمه أحمد محمد وبسبب هجمات سبتمبر، أسيئت معاملة ابني .. هكذا نطق والد الطفل السوداني الأصل ، أحمد محمد الحسن ، في تعليقه على اعتقال شرطة ولاية تكساس لولده المراهق الذي لم يتجاوز 14 عاماً ، وذلك إثر بلاغ ، هو بالغ الغباء إن صح التعبير ، من معلمته في المدرسة ، بعد أن رأته يحمل ساعة الكترونية شبيهة بتلك التي تُستخدم في المتفجرات الموقوتة !! فأسرعت شرطة الولاية على الفور واقتحمت المدرسة وسط ذهول الطلاب والمعلمين ، واعتقلت الصبي المندهش مما يجري حوله ، التي لم يكن يوماً يتخيل أنه يكون نجماً في قلب أحداث دراماتيكية ، ربما رآها كثيراً في الأفلام البوليسية أو الهوليوودية أو ألعاب البلاي ستيشن التي يلعبها في البيت !! وهكذا تم اعتقاله والأصفاد في يديه الصغيرتين وأمام زملائه في المدرسة ومع شرطة ضخام الأجسام ..
لكن في زمن الفضاء المفتوح ، انتشر الخبر ليس في أمريكا فحسب ، بل العالم كله ، وتبين بعد تحقيق موجز سريع أن ساعة أحمد ما كانت سوى محاولة بريئة لعقل علمي أحب الإلكترونيات ، فقاده عقله الصغير حجماً والكبير قيمة وقدرة ، أن يطوّر في ساعة رقمية عنده ، ليحملها بعد ذلك إلى المدرسة من أجل أن يكمل مشروعه مع زملائه هناك، الذي تعطل مؤقتاً بسبب غباوة التعامل من معلمته المشوشة ذهنياً ، التي لم تستخدم أدنى بدهيات العمل التربوي ، التي تأبى وضع التلاميذ في مواقف من شأنها أن تؤثر عليهم سلباً وتهز شخصياتهم ، وبالتالي تنتج عنها مستقبلاً ، عُقد الخوف والقلق وعدم الثقة بالنفس وغيرها من سلبيات يعرفها التربويون..
بشكل غير متوقع ، انتشر خبر المخترع الصغير أحمد ، ووصل أمره إلى قمة هرم الرئاسة في أعظم دولة بالعالم، السيد أوباما الذي انتبه للقصة فكتب تغريدة يمتدح فيها ساعة أحمد الرائعة ، بل ويدعوه الى زيارة البيت الأبيض ، ومن ثم تشتعل منصات التواصل الاعلامي ووسائل الإعلام في العالم بهذا الخبر والتغريدة ، والتي بقدرة رب أحمد وأوباما والناس أجمعين ، كانت سبباً في فتح الأبواب لأحمد وعائلته واسعاً .. حيث انهالت العروض عليه كما في الأخبار ، من كبرى الشركات الأمريكية لرعايته في استكمال دراسته والعمل مستقبلاً وغيرها من عروض ..
ما يهمنا في القصة هو استمرار تلك الضبابية البالغة في الرؤية لدى قطاع عريض من الشعب الأمريكي ومثله الغربي بشكل عام نحو الإسلام والمسلمين وبشكل يدعو الى التساؤل والاستغراب في الوقت نفسه .. نعم ، ربما بعض ما يحدث في العالم الإسلامي يدعم تلك الضبابية ، لكن لا أظن أنها بتلك التأثير الذي تقوم عليه وسائل دعاية وإعلام كثيرة ومتنوعة ، سواء في الولايات المتحدة أو خارجها ، تلعب دوراً في تعزيز الصورة الذهنية المشوشة لدى الغرب تجاه المسلمين ودينهم ، وتغذية كل ما من شأنه بقاء تلك الصورة حية مشوشة ، ومحاولة صناعة ما يسمى بالاسلاموفوبيا وزرعها بالأذهان والوجدان .. ولعل العمل غير المبرر والسوي من المعلمة تلك ، نموذج لما هو واقع في الغرب والولايات المتحدة تحديداً ، ونموذج لتأثير تلك الجهات المغرضة على العقلية الغربية تجاهنا ..
إن ما يستدعي في مثل هذه الأحداث والظروف ، أن نقوم نحن المسلمين بالدور المضاد لمثل تلك الحملات المغرضة التي تقف وراءها جهات ترى مصلحتها في أن تبقى جذوة العداوة في الولايات المتحدة والغرب عموماً تجاه المسلمين ، متقدة لا تنطفئ قدر المستطاع ، وذلك لا يتم سوى بالتخطيط لعمل تنويري وفق استراتيجية إعلامية محكمة ، هدفها الرئيسي تقديم دين الإسلام للآخرين بالصورة التي جاء بها وكما أرادها نبي الرحمة محمد، صلى الله عليه وسلم ، وتقديم النماذج العملية على صدق ورقي الإنسان المسلم، وما أكثرها هنا وهناك.. ولعل أحدثها النموذج العملي الذي جسّده الصبي السوداني أحمد محمد الحسن ، ببراءته وصفاء سريرته وحبه للعلم والمعرفة ، وعززه من حيث يدري أو لايدري ، رئيس الولايات المتحدة بنفسه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق