
التدافع الذي شاهدناه نحو باريس وخاصة من دول
الغرب ، يفيدك أن المجتمع الغربي بشكل عام لا يتحرك كأفراد ، كما يقول سيد قطب
رحمه الله في ظلال القرآن، إنما هو يتحرك
ككائن عضوي ، تندفع أعضاؤه ، بطبيعة وجوده وتكوينه ، للدفاع الذاتي عن وجوده
وكيانه فهم بعضهم أولياء بعض طبعاً وحكماً .. ومن ثم لا يملك الإسلام أن يواجههم
إلا في صورة مجتمع آخر له ذات الخصائص ولكن بدرجة أعمق وأمتن وأقوى ، وإذا لم
يواجههم بمجتمع ولاؤه بعضه لبعض ، فستقع الفتنة لأفراده من المجتمع الجاهلي -
لأنهم لا يملكون مواجهة المجتمع الجاهلي المتكافل أفراداً - وتقع الفتنة في الأرض
ويقع الفساد بطغيان الجاهلية على الاسلام وطغيان العباد على ألوهية الله ؛ ووقوع
الناس عبيداً مرة أخرى وهو أفسد الفساد.

هم
تدافعوا لتخفيف الضغط عن عضو منهم عبر التأييد والمسيرات ، وبعضهم عبر إعادة نشر
الرسوم المخزية تلك - أخزى الله راسمها وناشرها – أما نحن فمطلوب منا التحرك بنفس
الكيفية وبروح جماعية، لاستثمار هذه الضجة الإعلامية ، التي إن هم أرادوها لأهداف
معينة، سنستثمرها نحن لتعريف العالم بديننا وبأكرم خلق الله محمد ، صلى الله عليه
وسلم .. والتجارب السابقة من الاساءات ضد الإسلام ورموزه ، أثبتت أن كثيرين منهم
لا ينقادون لإعلامهم بل يعملون الفكر ويبحثون بطريقتهم عن هذا الذي يسيء الغرب
إليه ، فتكون النتائج مذهلة .. اقتناع كثيرين منهم بالإسلام بل واعتناقه .. أو ليست مثل هذه النتيجة تستحق منا بعض العناء
والجد والاجتهاد وبأسلوب وفكر راق منطقي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق