أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 7 أغسطس 2014

قبل أن تتقاعـد ..

   أغلبنا وليس كلنا بالطبع، يفتقد عنصر التوازن في مسألة الوقت وإدارته ، حتى صرنا نشعـر بضغوط شديدة نتيجة ضيق الوقت  ، وصار المرء منا يتمنى بعض الحين أن يمتد الوقت في اليوم ليصبح ثلاثين ساعة بدلاً من الأربع وعشرين ، ولن يغير من الأمر شيئا .. 
   زمام الأمور في حياتنا صرنا لا نتحكم بها ، ولينظر أحدنا إلى حياته ويبدأ ويحلل وضعية حياته  وينظر إلى  ممارساته لحياته اليومية ، سيجد  أن حياته بالفعل غير متزنة  دون أن يدري ، وربما البعض يدري عن ذلك لكنه يقف عاجزاً عن التعديل والتصحيح !


    لاحظ من خلال تفحصك لحياتك اليومية  أن الوقت الأكبر من يومك قد تم  توجيهه للعمل ، وبقية الوقت غالباً ما تكون مرتبطة بصورة وأخرى بعملك أيضاً ؟ حتى فراغاتك القليلة تكون مشغولاً بالتفكير فيما قمت به اليوم في عملك وما أنت بصدد القيام به بالغد وبعد الغد وربما الأسبوع القادم .. وبالطبع تأتي علاقاتك الأسرية والاجتماعية ضمن الهوامش من الأوقات ، كما الحال مع صحتك التي أنت في تلك الحالة لا تعرف أخبارها ولا إلى أين هي تسير بك .. لا تهتم بصحتك طالما أنك تتحرك وفيك طاقة تفكر وتعمل . أليس كذلك ؟

    بسبب فوضى الوقت وعدم التنظيم تجد نفسك لا تقوم بأدنى تفكير أو توجيه بعض الطاقة لصحتك والترتيب لها واتخاذ اللازم من الأمور والإجراءات للعمل على ديمومتها واستمراريتها بنفس الكفاءة . أنت غافل عن هذا تماماً مثل غفلتك عن المشاركة في المجتمع بما ينفعه ليعود بالضرورة ذاك النفع عليك بشكل وآخر ، أضف إلى هذا وذاك عدم اهتمامك برفاهيتك وسعادتك والترويح عن نفسك بشكل منظم ومنطقي ..

 سؤالي هنا :
هل تعتقد أن سعادتك ورفاهيتك ومتعتك تكمن في إنجاز عملك وإسعاد رئيسك ؟ سؤال لابد أن تسأله نفسك يوماً وتجيب عليه بكل أمانة .. ومن بعد ذلك تسأل : وماذا عن الأهل والأقارب والأصدقاء أو نفسك التي بين جنبيك ؟ ربما تقول في زحمة عملك : لا يهم إن أسعدتهم أم لا ، وربما قلت : سأهتم بهم بعد أن أحقق أهدافي في عملي ،  على الرغم من أنهم في الحقيقة ، هم الذخيرة الباقية لك حين يأتي زمان لن تجد رئيسك حولك ، أو حينما وبقدرة قادر ، تجد نفسك خارج العمل بقرار إداري ولسبب من الأسباب  أو حين يأتيك قرار التقاعد .. فهل فكرت في مثل هذا السيناريو ؟  أرجو ذلك . 

ليست هناك تعليقات: