
عاجلاً
أم آجلاً سيندحر العدوان الصهيوني على غزة الصامدة ، بصورة وأخرى وبقدرة قادر.. لن
يستمر أكثر مما استمر ، لأن النفسية الصهيونية لا تتحمل قسوة الظروف ، فقد اعتادت
على الضربات السريعة بأقل القليل من الخسائر، لكنها في العدوان الأخير المستمر
ورغم كل الإمكانيات المادية التي لدى الصهاينة ، بدأ الإحباط يسري بنفوس السياسيين
قبل العسكريين منهم ، وشواهد ذلك في إعلامهم أكثر من أن نحصيها ها هنا ، على عكس
الطرف الآخر أو الضحية إن صح التعبير .. تجد ثباتاً وعزيمة على المواصلة هذه المرة
، لأنها ليست ككل المرات ، فإما أن تنتهي الحرب بنتائج ترضي المقاومة ، وإلا فلا
خير في حياة محاصرة من كل الأطراف والاتجاهات .. ما يهمنا الآن في هذا الصدد أن يتم دراسة ما
يجري في غزة بعين استراتيجية مستقبلية ،
إذ لابد أن نحاول فهم أسباب هذا الهدر الكبير في الدم الفلسطيني ، الذي يجب أن يتوقف
ويجب أن يدرك العالم أنه ليس أرخص من دماء بقية البشر هنا وهناك . لابد من لجم
ووقف هذا التعدي الصهيوأمريكي على الدم الفلسطيني وفهم دوافعهم إلى هذا العمل غير
القانوني ولا الإنساني ولا الأخلاقي إلى آخر مصطلحات النبل وشهامة فرسان الحروب .
هذا التدمير الهائل للبنى التحتية ، مصحوب
بإهلاك الحرث والنسل بشكل واسع مريب
تُشعرك أنه مبرمج مسبقاً وفق معلومات استخباراتية مدعوم بجيش من الخونة
المندسين بين صفوف الغزاوية .. إذ كيف يمكن تفسير استئصال عائلات بأكملها وقطع
شجرة العائلة ، ودك البيوت على من فيها ، وهم يدرون من فيها ، بدليل اختيار بيوت
معينة من بين بيوتات كثيرة متلاصقة .. هذا
لا يمكن أن يكون صدفة أو رمية من غير رام . إنه دون أدنى شك، فعل من أفعال مجرمي الحروب
الإبادية ..
لا يجب أن يتحدث المتحدثون حين ينتهي العدوان -
وهو بالمناسبة لن ينتهي بل سيكون توقفاً مؤقتاً طال أم قصر - أقول : لا يجب أن
يكون الهم الأكبر هو إعمار غزة ، وتسارع وتيرة تنظيم المؤتمرات الدولية للمانحين
وإشغال العالم بها ، وبالتالي تكون فرصة لينسل المجرمون من فعلتهم المجرمة وتهدأ
الأمور وننشغل بأمور هنا وهناك ، كما كان في
الاعتداءات السابقة .. لا يجب أن يمر هذا العدوان بهدوء وسلام هذه المرة .

الإجراءات المطلوب اتخاذها بعد توقف العدوان
كثيرة ، ولكن لا يجب أن تكون مسألة الإعمار هي الأولى ، فلا جدوى من صرف المليارات
في الإعمار لتأتي اسرائيل عليها بعد حين من الدهر قليل ، بل يجب أن تتغير
الأولويات هذه المرة تماماً، وظني في هذا
المقام ، أن من عاش وتجرع مرارة العدوان وأهواله ، أدرى وأوعى بالأولويات ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق