مما يُذكر عن الصالحين وهو ابن سيرين أن سأله
سائل عن إحسان الظن بالغير وكيفية التعامل مع النفس البشرية وسياستها والتعامل
معها فقال : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً ، فإن لم تجد له عذراً فقل : لعل
له عذرا ..
هل
هناك أروع وأرقى من هذا الفهم المتقدم لطبيعة النفوس وكيفية سياستها في عالم تتشابك مصالحه
وتتعقد ؟ لقد سبقنا الأولون الى هذا الفهم دون كثير تعمق في علوم النفس الإنسانية
، وظني أن الحاجة لمثل هذا الفهم هو الذي نحتاجه اليوم أكثر مما مضى ، فكلما
تشابكت المصالح وتنوعت العلاقات وظننا أنها ستقربنا الى بعضنا البعض ، رأيت
أخلاقيات سوء الظن تسيطر على الأجواء ، حتى صار الأصل في علاقاتنا هو الشك وليس
إحسان الظن ..
من هنا وكي تحافظ على علاقاتك مع الغير ، بل
وتكسب أكثر وأكثر من الأصدقاء والمعارف ، حاول ألا تتورط في هذا الخُلق الأكثر من
سيء ، وترفّع عنه ، وحين تغلبك نفسك وتجدها مندفعة لإساءة الظن بشخص ما ، تذكر قول
ابن سيرين وقل : لعل له عذراً وهكذا حتى سبعين عذرا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق