بالتأكيد سمعت يوماً من يقول عنك يا عفريت ، حين تفاجئه بعمل فيه ذكاء ومكر ، وقد تقولها أنت لأحد أولادك وتناديه بالعفريت ، قاصداً مدحه في غالب الأحوال . ومثل هذه الأسماء عادة لها معاني .
لنتحدث اليوم عن جانب من عالم الجن والشياطين ، لنتعرف على أسماء بعض أفراد هذا العالم الخفي ، الذي يرانا من حيث لا نراه ...، فقد قيل بأن الجن عند أهل الكلام والعلم واللسان ، منزلون على مراتب ، فإذا ذكروا الجن خالصاً قالوا : جني .
أما إذا أرادوا تعريف النوع الذي يسكن مع البشر في بيوتهم ، قالوا عنه : عامر والجمع عمّار . فإن كان من النوع الذي يتعرض للناس والأطفال قالوا عنه : روح أو أرواح وتكون غالباً شريرة ، أو ما نسميها بالأرواح الشريرة . وإذا قويت تلك الأرواح وصارت مؤذية وخبيثة ، قالوا عنها شياطين .
وحين يزداد الشياطين في الخبث والإيذاء ، يقولون عنهم بأنهم مردة ومفرده مارد . وإن قوي أمر المارد ووصل من القوة والنفوذ مبلغاً لا يصله أي نوع من الجن ، قالوا عنه حينها بأنه عفريت .
وحين طلب الملك سليمان عليه السلام من جنوده من الجن والإنس والطير والوحش أن يأتي له أحدهم بعرش الملكة بلقيس ، تصدى عفريت قوي من الجن للأمر ، وقال أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك هذا . ولم يقل ذلك عبثاً ، بل عن ثقة بقدراته التي منحها الله له ولأفراد من عالم الجن و الشياطين ، الذين لهم من القدرات الخارقة ما لا تنطبق عليها القوانين المعروفة لعالم البشر ، من ضغط أو جاذبية أو غيرها من القوانين الفيزيائية المعروفة لنا كبشر نتأثر ونعمل وفق معادلاتها .
العفريت إذاً هو الأقوى من بني الجن ، ولكننا نحن البشر لا نقول للقوي منا بأنه عفريت ، بل نطلق هذا الاسم على الماكر الخادع الداهية ، لكننا نوصف المزعج منا والساعي في الشر بالشيطان ، على الرغم من أنه لا فرق بين شياطين الجن أو الإنس في أيامنا هذه ، بل لعل شياطين ومردة الإنس تفوقوا كثيرا على نظرائهم من عالم الجن والعفاريت .
هذا موضوع اثرائي مختصر وخفيف رغبة للخروج عن المتعارف عليه في هذه المدونة من تركيز على موضوعات العلاقات الإنسانية والبشر بين بعضهم البعض.. وأعاذنا الله جميعاً من شرور الإنس والجن والشياطن ، ليلاً ونهاراً.
هناك تعليقان (2):
مقالكم أستاذ عبد الله ممتع كالعادة
حياكم الله ... تحياتي
موضوع مخيف,, سكنهم في مساكنهم..
جدتي بالسابق تسميهم سكانوّه ومفردها سكني..
عالم الجن بالنسبة لي مخيف ولكن مثير لفضولي..
وشكراً لك أستاذنا الفاضل :)
إرسال تعليق