غالبية الناس في أي مجتمع إنما هم موظفون يعملون لوزارات حكومية أو شركات أو مؤسسات. وحين يدخل أحدنا في هذا القطاع، أي أن يكون موظفاً، بغض النظر عن درجته الوظيفية، لا بد أن يضع في حسبانه أنه أجير، يعمل لغيره، سواء كان هذا الغير على شكل حكومة أو شركة أو أفراد، يسعى في النهاية لأداء مهام معينة لصالح تلك الجهات مقابل أجر معين يحصل عليه نهاية كل شهر..
إذن والحالة هكذا لغالبية الناس في أي مجتمع، فمن المؤكد أن منافسة شرسة ستبدأ فوراً وستكون هي المسيطرة على الأجواء، يصمد من يصمد ويقع من يقع. لكن السؤال هو: كيف يصمد أو يستمر أحدنا في وظيفته؟
بالطبع لا أقول أو أنادي بدخول معارك مع الزملاء للمحافظة على العمل، لا، ليس هذا الذي أدعو إليه، وإنما أدعو إلى المنافسة الشريفة في كل الأحوال والأماكن والأزمان، مع أهمية أن يدعم أي موظف نفسه طوال فترة المنافسة عبر امتلاك نواصي ما تحدثنا عنهما في الذكاءات السبعة، وهما نوعان تحديداً، الذكاء الاجتماعي والذكاء العـاطفـي .
الذكاء الاجتماعي هو ما أريد الوقوف عنده اليوم، لأنه عامل مهم ومساعد على البقاء لفترة معقولة في العمل دون شعور الطرف الرئيسي في العملية - وهو المدير أو المالك - بضرورة التخلص والاستغناء عنك بسرعة.
حتى تبقى إذن منتجاً ونافعاً في موقعك لا يمكن الاستغناء عنك، لا بد أن تكون يقظاً لمسائل العلاقات الاجتماعية مع الغير في العمل. ليكن صدرك أولاً وقبل كل شيء واسعاً يتقبل النقد، خاصة في كل ما يتعلق بالعمل. لا تمل أبداً إلى شخصنة أي عملية نقدية موجهة إليك، لأنك إن فعلت ذلك دخلت في دوامة من القلق والتوتر وتشتيت الانتباه، وهي عوامل تعجّل بقرار الاستغناء عنك، وهو ما تحاول أن تتجنبه لأطول فترة ممكنة. هذه نقطة أولى.
النقطة الأخرى المهمة أن تعرف كيف تقيم علاقات اجتماعية قوية مع كل من حولك في العمل، وكيف تدعم تلك العـلاقـات بالتـواصـل والـمودة وتقديم العون دون مقابل ومراعاة مشاعرهم، وأن تحب لهم ما تحب لنفسك، وأن تكون مرناً في المواقف المتنوعة، لا تغضب سريعاً ولا تحمل حقداً أو ضغينة أو حسداً لأي أحد من حولك في العمل..ستجد وبالضرورة رد الفعل منهم مماثلاً، فتضمن عدم قيام أحد بالوشاية ضدك عند الرؤساء والمديرين، وبذلك تكون قطعت الوسيلة الأكثر استخداماً في مواقع العمل، والأكثر نجاحاً بين الموظفين في التخلص من بعضهم البعض.. والشرح في هذا النوع من الذكاءات يطول. وبهذا نكتفي، وندعو الجميع للقراءة والبحث في هذا المجال.. وتمنياتي للجميع بالتوفيق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق