القيادة فن
قبل أن تكون إدارة . وليس كل أحد يقدر على القيادة ، لأن هناك صفات معينة لابد أن
تتوفر في القائد حتى يمكننا اطلاق كلمة قائد عليه ، من تلك الصفات، الثقة بالنفس كأهم ومن ثم القدرة على اتخاذ القرار وتحمل مسؤولية
ذلك وفي الوقت المناسب ، إضافة إلى تميزه
بالرؤية البعيدة والأفق الواسع ورحابة الصدر ، وهي كلها صفات لا تتوفر في غير
القادة .
يمكننا أيضاً إضافة إلى ما سبق من صفات ، أن
نعتبر العمل المستمر وعدم الركون إلى الدعة والهدوء وتجويد العمل والإبداع فيه ،
صفات أخرى .. يضاف إلى كل تلكم الصفات أيضاً ، قلة الكلام لأنها دلالة على أنه إلى
الفعل يميل ، ويتجنب القال والقيل ، ولأنه يؤمن بأن قلة الكلام المصحوب بهدوء رزين
، باعث على التأمل والتفكر ، وبالتالي ضمان لصناعة قرار جريء واتخاذه في وقته
المناسب .
القائد الحقيقي يمتلك مهارة كسب الآخرين
الذين معه بجميع درجاتهم ووظائفهم . تجد الكل يحبه مثلما هو يحبهم ، وتجده يحب
الخير للجميع ، لا يؤذي ولا يحسد ، ويقدر ذوات الجميع ويحترمها . الجميع سواسية
عنده ، لا فرق بينهم إلا بالعمل الجاد الإيجابي النافع . يسمع وينصت للجاد المخلص
، ولا يلتفت كثيراً لمن صوته يسبق عمله .
إن القائد يثق في قدراته ويدرك تماماً قيمة العمل الجماعي أو العمل بروح
الفريق الواحد، فتراه بسبب ذلك يستشير هذا
وذاك ، ويسأل الصغير والكبير ، ويستفيد من خبرة وعلم كل من معه ، فلعل أحدهم يكون
مفتاح الإبداع معه دون أن يدري ، فتكون مهمته كقائد أن يتعرف عليه ويتعاون معه
لفتح مغاليق الإبداع ، ليكون الاثنان سبباً في أي نجاح إن حدث ، ولا ينتهز الموقف
والمنصب ويستولي على النجاح ، بل يشارك الجميع فيه ، لكن تجده ينفرد بمسؤولية أي إخفاق قد يقع .. فالخير عنده
يعم ، فيما الشر يخص ، وهنا الخصوصية يرجعها إلى نفسه كقائد ، ويعتبر الفشل فشله
هو أولاً قبل غيره ويعتبر نفسه المسؤول الأول عنه ، على عكس ما هو سائد في كثير من
مؤسسات العمل ، أو في كثير من مواقف الحياة بشكل عام ..