أرجو بادئ ذي بدء قبول اعتذاري من استخدام كلمات في العنوان أعلاه قد لا تعجبكم ، وأدري أنها
غير راقية ولا تليق بمقامكم أيها القراء الكرام ، ولكن استخدمها اليوم لأجل الوصول
إلى بعض نقاط أجد اهميتها وما أردت حقيقة استخدامهما
إلا من أجل استشعار بعض المعاني فيما سيأتي من كلام.
حياتنا كبشر ، الأصل أنها طبيعية تسير ، وبالفطرة هي راقية كريمة في نفس
الوقت، وما الرقي والكرامة إلا متلازمتين لفطرتنا كبشر خلقنا الله بيديه الكريمتين ونفخ فينا من روحه. ولكن مع ذلك
نأبى العيش بالمستوى الذي فطرنا الله عليه .. كيف ؟
تجدنا ، كأمثلة على ما أتحدث فيه اليوم ، وقد حوّلنا حياتنا
إلى كم هائل من (السخافات ) أو ( التفاهات ) نقوم بها كل يوم، سواء مع أنفسنا أو
مع الغير.. نتشاجر مع هذا، ونكره ذاك ونحسد الآخر، ونتآمر على الرابع وننتقد
الخامس ونحقد على السابع، وتضيق صدورنا ولا نتقبل الآخرين، وهكذا تجدنا نسير من
(سخافة) إلى أخرى.
تجد أحدنا من ضمن (التفاهات) الدنيوية اليومية التي يقوم بها
بقصد أو غالباً بدون قصد، تجده وقد اعتصره الألم وارتفع ضغط دمه نتيجة توجيه
انتقادات إليه من آخر أو آخرين، فيعيش أياماُ وليالي وهو مشغول البال لا يهدأ ولا يغمض له جفن، يحاول أن يرد
الصاع صاعين والنقد نقدين، مع ما يصاحب كل ذلك من توترات وتفاعلات كيميائية بالجسد
مؤذية.
إن حياتنا أرقى من أن
ننزل بها إلى المستويات الدنيا عبر تلك السخافات والتفاهات ، من القول أو الفعل.. لنعش
حياتنا كما أرادها الخالق جل وعلا لنا.. نرتقي في فكرنا وتعاملاتنا مع بعضنا
البعض، لا نحقد ولا نحسد ولا نبغض ولا نسيء لأحد، وغيرها من تفاهات لا تستحقها
أبداً عقولنا وأبداننا ، أن تقع ضحية لها وتتضرر على المدى القريب أو البعيد.
لهذا أيها القارئ الكريم، حاول أن تراجع نفسك وشريط حياتك أو بعض ما تتذكر
من أحداث مرت عليك، وانظر إلى الكم الهائل من تلك التصرفات والأفعال التي نتحدث
عنها، والتي قمت بها في فترة سابقة، وكيف تود الآن لو أن الأمور تعود للوراء،
فتمسح ما بدر منك تجاه نفسك وغيرك من الأحياء والجمادات، لتعيش في حياة من الرقي
والسمو واستشعار معنى أن تكون إنساناً كريماً تحاول الابتعاد عن سخافات القول وتفاهات
الفعل .. جرب ولن تخسر شيئاً.